تونس سياسة

تقرير يسيء إلى صورة البلاد: أن تكون أسود في تونس خطر كبير

نشرت صحيفة الكونتيننت أمس السبت 4 مارس، تقريرا عن الأوضاع في تونس، مشيرة إلى أنّ الرئيس قيس سعيّد يُطلق هجمات خطيرة في حق المهاجرين.

وفي الغلاف الخارجي للصحيفة، ظهرت صورة رئيس الجمهورية بالحجم الكبير كتب تحتها “لوم الأشخاص السود.. الرئيس التونسي يبحث عن كبش فداء”، في إشارة إلى التصريحات الأخيرة لقيس سعيد التي تحدّث فيها عن مهاجرين من جنوب الصحراء.

وجاء في تقرير الصحيفة، أنّ رئيس الجمهورية قيس سعيّد يرى أنّ أكبر مشكلة تواجه الدولة ليس الاقتصاد المتدهور أو البطالة المستفحلة، أو جهوده المبذولة لتعزيز حكمه التي وصفها خصومه السياسيون بأنّها ميلا نحو السلطوية، بل ينبثق أكبر تهديد من “ترتيب جنائي” يهدف إلى “تغيير التركيبة الديمغرافية لتونس” عن طريق إغراق البلاد باللاجئين ومهاجري إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وأضاف التقرير أنّ  سعيّد لم يقدّم أيّ دليل على هذا الادّعاء، الذي يردّد صدى ما يسمّى بـ”نظرية المؤامرة، الاستبدال العظيم”، التي حظيت بشعبية بين اليمين المتطرف وجماعات تفوّق العرق الأبيض في أوروبا وأمريكا الشمالية، ممّا يطرح فرضيّة احتمال وجود حركة متعمّدة لاستئصال السكان البيض عن طريق استبدالهم بالسكان غير البيض.

وقال سعيّد في 21 فيفري: “المهاجرون غير الشرعيّين من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ما يزالون يتدفّقون، مع كلّ عنف وجريمة وهذا أمر غير مقبول”، داعيا قوات الأمن إلى وضع حدّ لهذه الظاهرة بسرعة.

وأكّدت صحيفة ذي كونتيننت أن عواقب تصريحات  الرئيس بشأن المهاجرين الذين قدّر عددهم بـ21 ألف مهاجر كانت قوية وفوريّة، إذ ذكرت مجلة “نيو لاينز”: “سعيّد فتح  بوّابة فيضان من الإرهاب والعنف العنصريّيْن في تونس.”

وحسب التقرير، انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي ومجموعات واتساب الخاصّة أخبار عن استهداف السود -سواء من دول جنوب الصحراء أو التونسيين السود – مع الإساءة اللفظية والجسدية”. 

ونقلت ذي كونتيننت عن ياسين أحمد، لاجئ من دارفور يعيش في تونس، قوله: “الوضع في البلاد بين عشية وضحاها أصبح أكثر عداء للسود بشكل كبير”.

وتابع: “نعم، لأنك أسود، تشعر بالخوف دائمًا”، مضيفا: “بعض الأشخاص يرشقونك بالحجارة، أحيانا ينادونك أنت قرد، هناك الكثير من التمييز والعنصرية”.

وأورد التقرير تصريح مونيكا ماركس، أستاذة سياسات الشرق الأوسط في جامعة نيويورك أبوظبي جاء فيه: “سعيّد ليس لديه خطة اقتصادية، ومستوى المعيشة في تونس في انخفاض، إذن كبش الفداء الصحفيون والقضاة والمحامون والمعارضون السياسيون والمهاجرون السود واللاجؤون، كلهم الحلقة الأضعف.. أن تكون تونسيا يعني ألاّ تكون أسود”.

وتابع التقرير: “ولأنّه ليس الجميع يشتري ما يريد الرئيس التونسي بيعه، أدان المجتمع المدني الخطاب المناهض لإفريقيا، إذ احتجّ مئات المتظاهرين من خلال مسيرة وسط تونس رافعين شعار “لا للعنصرية”.

وصدرت الشهر الماضي طبعة محدودة تحمل اسم “أفريكا كيت”، في إشارة إلى حركة تضامنية.

وتقول صحيفة ذي كونتيننت إنّ سعيّد انتخب رئيسا في 2019، وفي 2021 اعتبرت المعارضة السياسية ما أقدم عليه سعيّد “انقلابا ذاتيّا”.