كشف تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية حجم الدمار الذي لحق جنوب لبنان، بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من شهرين.
وقالت الصحيفة إن حوالي 6000 مبنى دُمّرت بالكامل أو تضرّرت بفعل هجمات الاحتلال، أي ما يعادل ربع المباني على الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى حدود السبت الماضي.
وأضافت الصحيفة أن نتائج تحليل بيانات الأقمار الاصطناعية لجنوب لبنان، تُظهر حجم الدمار الذي قد تسببه الحرب في البلاد على المدى البعيد.
وتعد منطقتا عيتا الشعب وكفركلا الأكثر تضررا من الحرب، التي لم تستثن المواقع الدينية، حيث تمّ هدم 9 منها من مساجد وكنائس.
ويُظهر مقطع فيديو جنودًا يحتفلون بعملية هدم مسيطر عليها شملت مسجد القرية.
ووثقت مقاطع فيديو اثنتي عشرة عملية هدم خاضعة للرقابة نفذتها قوات الاحتلال، عبر الغارات الجوية أو القصف البري.
سمح تحليل بيانات Sentinel، التي قدمها كوري شير من مركز الدراسات العليا بجامعة مدينة نيويورك وجامون فان دن هوك من جامعة ولاية أوريغون، لصحيفة The Post بقياس خريطة للدمار في الجنوب ورسمها.
وتُظهر بيانات صور القمر الاصطناعي تحوّل حوالي 12 بلدة حدودية إلى حفر ورماد بفعل القصف العنيف، وهو ما أجبر حوالي 1 من كل 5 أشخاص على ترك منازلهم، أي أكثر من 834 ألف نازح.
وتشير الصحيفة إلى أن البلدات والقرى المأهولة بالسكان منذ مئات السنين باتت مدن أشباح يعمها الموت والدمار في كل مكان.
وحسب ويم زوينينبرج، رئيس مشروع في منظمة باكس الهولندية التي تركز على الصراع في سوريا، فإن استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق الحضرية، سواء من خلال الاستهداف المباشر بضربات جوية أو مدفعية أو تفجيرات محكومة، يجعل أجزاء كبيرة من الجنوب غير صالحة للسكن”.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية من منطقة كفركلا تربة مقلوبة حديثًا حيث كانت توجد بساتين الزيتون ذات يوم، مما يشير إلى قيام القوات الإسرائيلية بعملية تطهير.
وتقول فاطمة غول لواشنطن بوست: “لقد تحول كل شيء إلى ركام، لا منازل ولا متاجر، لا شيء سوى الغبار حيث كانت الحياة مزدهرة ذات يوم.”
وفي مقطع فيديو نُشر على موقع X في 22 أكتوبر، سقطت ستة مباني في لحظة بعد انفجار، لتغطي قرية عيتا الشعب، التي يبلغ عمرها 400 عام، بسحب الغبار والحطام والخرسانة المتراكمة.
وقال هشام يونس، مدير منظمة “الجنوبيون الأخضرون” البيئية: “إنهم (الاحتلال) يحاولون قطع الصلة بين الناس وأرضهم.”
ونقلا عن نيكولاس بلانفورد، الخبير في شؤون حزب الله في بيروت ويعمل لدى المجلس الأطلسي، فإن “نمط التدمير على طول الحدود هو دليل على أن إسرائيل تقوم بشكل منهجي بتطهير المجتمعات الحدودية اللبنانية لمواجهة أي تهديدات مستقبلية”.
في المقابل، تتحدث الصحيفة عن تبريرات الاحتلال لكل هذا الدمار الذي خلفه وما يزال، بأنه يستهدف مقاتلي حزب الله ومنشآته العسكرية وبنيته التحتية.