تونس

تقرير: مساع كندية رسمية لتأجيل قمة الفرنكوفونية في تونس

كشفت صحيفة “لابراس” الكندية، عن اتصالات يبلوماسية يقوم بها رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو من أجل تأجيل قمة الفرنكوفونية المقرّر تنظيمها بجزيرة جربة للمرة الثانية، وذلك على خلفية الوضع السياسي في تونس.

وفي مقال مطوّل بعنوان “كندا تؤيّد تأجيل قمة الفرنكوفونية”، كتب الصحفيان ميلاني ماركيس وجويل دوني بيلافانس، عن تفاصيل “الحملة الهادئة” التي يقوم بها رئيس الحكومة الكندية لتأجيل قمة الفرنكوفونية مرة أخرى.

قلق كندي  

وحسب المعطيات التي تضمّنها المقال، فإن ترودو يحاول منذ عدة أسابيع “إقناع فرنسا بأنّ تأجيل هذه القمة، التي كان من المقرّر عقدها في الخريف الماضي، أمر ضروري”.

ووفقا للمعلومات الخاصة التي نقلها الصحفيان، فقد أُثير موضوع قمة الفرنكوفونية خلال اللقاء الذي جمع جاستين ترودو بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال قمّة مجموعة السبع في ألمانيا، والتي انعقدت في جوان/يونيو الماضي.

تمسّك رئيس الوزراء الكندي بتأجيل قمة جربة المقرّرة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بعد تأجيلها العام الماضي، ينطلق من قناعته بأن “الوضع السياسي في تونس مقلق للغاية”، حسب ما أوردته صحيفة “لابريس”.

ويُنتظر أن تحسم زيارة الرئيس ماكرون إلى كندا خلال سبتمبر/أيلول المقبل في مصير قمة جربة، حيث ستكون ضمن محاور المباحثات بين ترودو وضيفه الفرنسي، حسب ما كشفه الصحفيان الكنديان.

وتطرّق المقال إلى “الانقسام الذي تعيشه تونس سياسيا وشعبيا منذ سيطرة الرئيس قيس سعيّد، على جميع السلطات في 25 جويلية/يوليو 2021″، مشيرا إلى رفض قوى المعارضة للاستفتاء على مشروع الدستور الجديد الذي طرحه سعيّد ويمنحه صلاحيات واسعة، “قد تقوّض التجربة الديمقراطية الناشئة في البلاد”.

تحفّظ رسمي  

الصحيفة الكندية الناطقة باللغة الفرنسية لم تكتف بالمعلومات التي حصلت عليها من مصادرها الخاصة، إذ تواصلت مع مكتب وزيرة الخارجية ميلاني جولي للحصول على توضيحات بشأن الاتصالات الدبلوماسية الجارية لتأجيل قمة الفرنكوفونية في تونس.

المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية الكندية، ردّ بتصريح مقتضب مفاده أن “كندا تعمل مع شركائها الدوليين للدفاع عن الديمقراطية في جميع أنحاء العالم”، مضيفا أن الوزيرة جولي نقلت “مخاوف بلادها إلى نظرائها في تونس”.

ووفق ما نقله المقال، فقد ناقشت جولي مع نظيرها التونسي عثمان الجرندي، التطوّرات السياسية في البلاد الأسبوع الماضي، كما أكّدت ضرورة “احترام المبادئ الديمقراطية”، و”إجراء انتخابات تشريعية وتكليف حكومة منتخبة في أسرع وقت ممكن”.

وحسب الباحث السياسي الكندي سامي عون، الذي حاورته الصحيفة في هذا الموضوع، فإن مطالبة أتاوا بتأجيل انعقاد قمة جربة الفرنكوفونية ستكون أسبابها السياسية صريحة ومباشرة، ولن تكون بحاجة إلى التذرّع بالوضع الصحّي على غرار العام الماضي.

ويضيف سامي عون: “لابد من الإشارة إلى أن الفرنكوفونية ليست مجرد رابطة ثقافية ولغوية مشتركة بين الدول التي تتحدّث الفرنسية، إذ هي منظومة من المبادئ السياسية تتّميّز بالديمقراطية في الصميم”.

ويصف الباحث أداء الرئيس قيس سعيّد بـ”السلطوي”، في مقابل “إخفاق حركة النهضة وضعف سياساتها خلال وجودها في الحكم”، وفق تعبيره.

رسالة مفتوحة  

دعوات تأجيل قمة جربة لا تقتصر على الدبلوماسية الكندية، وفق ما نقله المقال، والذي كشف عن رسالة مفتوحة وجّهها الأمين العام الأسبق للمنظمة الدولية للفرنكوفونية لويس روي، في أكتوبر الماضي للمطالبة بتأجيلها.

رسالة الأمين العام الأسبق للمنظمة الدولية للفرنكوفونية، وصفت الرئيس قيس سعيّد بكونه “مغتصبا للسلطة وأطاح بحكومة منتخبة”.

وقال لويس روي في رسالته: “في غياب إدانة صريحة، فإن التزام الفرنكوفونية إزاء الديمقراطية بات مهدّدا”، مضيفا: “لتفادي موقف منقوص لا تمتلك المنظمة الفرنكوفونية وسائل تفعيله، يجب تأجيل هذه القمة”.