اتّهم تقرير في صحيفة ذي تيليغراف البريطانيّة، خليفة حفتر بالتسبّب في مضاعفة حجم الكارثة التي حلّت بمدينة درنة جرّاء إعصار دانيال، وذلك عبر رفضه طلبا لإخلاء المدينة عندما ضربت العاصفة المنطقة.
وأدّت السيول الناجمة عن عاصفة عاتية إلى انهيار سدود وجرف مبانٍ وتدمير ربع مدينة درنة الواقعة في شرق ليبيا، وسط مخاوف من فقدِ ما لا يقلّ عن عشرة آلاف شخص، اليوم الثلاثاء.
وانتُشلت ألف جثّة على الأقل في مدينة درنة وحدها، ويتوقّع مسؤولون أن تكون حصيلة القتلى أعلى بكثير بعدما عبرت العاصفة دانيال البحر المتوسّط واجتاحت البلاد التي تعاني من صراع مستمر منذ أكثر من عقد.
ونقلت الصحيفة عن المحلّل الليبي والزميل المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتّحدة، جلال حرشاوي، قوله إنّ بعض التقارير تشير إلى أنّ عمدة درنة طالب بإخلاء المدينة لكن طلبه رُفض من قبل الجنرال خليفة حفتر الذي يسيطر على الشرق.
وقال حرشاوي: “تشير التقارير إلى أنّ عمدة درنة طلب من الجيش الوطني الليبي التابع لخليفة حفتر الإذن بإخلاء المدينة عندما ضربت العاصفة، لكن تمّ رفض ذلك، وطلب الجيش من الناس بدلا من ذلك البقاء في منازلهم”.
ونقلت الصحيفة عن تامر رمضان من الاتّحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، قوله إنّ “حصيلة القتلى ضخمة وقد تصل إلى الآلاف”، مضيفا: “نؤكّد من مصادرنا المستقلة أنّ عدد المفقودين يصل إلى 10 آلاف شخص حتى الآن”.
وجاء في تقرير صحيفة ذي تيلغراف البريطانيّة، اليوم الثلاثاء 12 سبتمبر، تصريحات لوزير الطيران المدني وعضو لجنة الطوارئ في حكومة شرق ليبيا هشام أبو شكيوات، لرويترز قال فيها: “عُدت من هناك (درنة)… الأمر كارثي للغاية… الجثث ملقاة في كل مكان، في البحر، في الأودية، تحت المباني”، مضيفا: “ليس لديّ عدد إجمالي للقتلى لكن هو كبير كبير جدّا… عدد الجثث المنتشلة في درنة تجاوز الألف… لا أبالغ عندما أقول إنّ 25٪ من المدينة اختفى. العديد من المباني انهارت”.
وذكر التقرير أنّ ليبيا تفتقر منذ انتفاضة عام 2011 التي أطاحت بالزعيم الليبي معمر القذافي، إلى حكومة مركزية، ومنقسمة سياسيا بين الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس في الغرب والحكومة المعلنة من جانب واحد في الشرق، معتبرا ذلك تسبّب في الفوضى الناتجة عن تضاؤل الاستثمار في الطرق والخدمات العامة في البلاد، فضلا عن الحدّ الأدنى من تنظيم البناء الخاص.
وقالت جورجيت غانيون، منسّقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في ليبيا، إنّ العشرات من البلدات والقرى “تضرّرت بشدة… مع فيضانات واسعة النطاق، وأضرار في البنية التحتية، وخسائر في الأرواح”. وأضافت: “أشعر بحزن عميق بسبب الدمار الشديد الذي خلفه إعصار دانيال في البلاد… وأدعو جميع الشركاء المحليين والوطنيين والدوليين، إلى التكاتف لتقديم المساعدة الإنسانية العاجلة إلى المتضرّرين في شرق ليبيا”.