حذّرت مجلة “لوبوان” الفرنسية من انهيار الوضع الاقتصادي في تونس، نتيجة إصرار الرئيس قيس سعيّد على رفض شروط صندوق النقد الدولي للحصول على حزمة دعم مالي تبلغ قيمتها 1.9 مليار دولار.
وانتقد الصحفي الفرنسي بينوا دلماس في مقال تحليلي بالمجلة، رفض سعيّد الإمضاء على الاتّفاق مع صندوق النقد الدولي، للحصول على قرض من شأنه إنقاذ الوضع الاقتصادي في البلاد التي تقف في مواجهة أزمات متصاعدة، معتبرا أنّ الرئيس سعيّد “يقامر” بسيادة بلاده، حسب تعبيره.
وأضاف الصحفي الفرنسي: “في الوقت الذي تصطفّ فيه البلدان أمام شباك صندوق النقد الدولي للحصول على حقوق السحب الخاصة وخطوط التحوّط والسيولة وغيرها، للحدّ من التأثير الاجتماعي للأزمات، ترفض تونس تلك الأموال”.
وأشار التقرير إلى المخاطر المالية والاقتصادية التي تواجهها تونس في صورة عدم الاتّفاق مع صندوق النقد، في ظلّ ارتفاع نسب التضخّم وعجز الموازنة وفي وقت تتزايد فيه نسب البطالة التي تقدّر بحوالي 16%، ما قد يدفع آلاف الشباب إلى محاولة ركوب قوارب الهجرة نحو إيطاليا.
وأشارت مجلة لوبان إلى أنّ “تونس تجد نفسها في وضع صعب للغاية، نتيجة رفض الرئيس قيس سعيّد التوقيع على خطاب طلب المساعدة رسميا من صندوق النقد للحصول على المساعدة البالغة 1.9 مليار دولار”.
رفض سعيّد الاتّفاق مع صندوق النقد يثير -حسب تقرير المجلة الفرنسية- “عاصفة بين حلفائه”، كما يزيد من “ذعر” الحكومة الإيطالية التي وعدت رئيستها جورجيا ميلوني بوقف تدفّق مراكب الهجرة غير النظامية.
وترى روما -حسب تقرير “لوبوان”- أنّ حصول تونس على حزمة المساعدات المالية من صندوق النقد الدولي سيساعد في تخفيف الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي الحدّ من تدفّق المهاجرين إلى شواطئها، ولكن الرئيس سعيّد “يفضّل المقامرة وقد يخسر كل شيء”، وفق الكاتب.