عالم

تقرير: اختراق هاتف كمال الجندوبي أثناء أداء مهمة أممية في اليمن


كشف تحقيق جنائي عن استهداف هاتف رئيس فريق الخبراء الدوليين، كمال الجندوبي الذي كان يحقق في جرائم حرب محتملة في اليمن، بواسطة برنامج التجسس الإسرائيلي بيغاسوس التابع لشركة NSO الإسرائيلية.

تفاصيل التحقيق نشرتها صحيفة “الغارديان” البريطانية وقالت إن التونسي كمال الجندوبي استُهدف بالتجسس على هاتفه، خلال أداء مهمته الأممية في اليمن، واتهمت السعودية والإمارات بالمشاركة في العملية.

هاتف الجندوبي كان تحت تنصّت أجهزة المخابرات الإسرائيلية. هذا ما خلص إليه خبراء منظمة العفو الدولية ومنظمة “سيتزن لاب” الكندية. 

الخبراء أثبتوا أن اختراق هاتف كمال الجندوبي وقع قبل أيام قليلة من إصدار الجندوبي وفريقه تقريرًا دامغًا خلص إلى أن التحالف الذي تقوده السعودية في حرب اليمن قد ارتكب “انتهاكات دولية” قد ترتقي إلى مسؤولية جنائية عن” جرائم حرب”.

التقرير أفاد بأن الجندوبي وفريق الخبراء المرافق له تعرضوا لضغوطات وهرسلة كبيرة على جميع المستويات السياسية والدبلوماسية والإعلامية طيلة أداء مهامهم منذ شهر أوت/أغسطس سنة 2019.

كما أفاد التحقيق بأن قاعدة بيانات برنامج بيغاسوس تضمنت رقم هاتف كمال الجندوبي كأحد  الأهداف المحتملة ليكون محل مراقبة من المملكة السعودية. في حين، رفض مسؤول بالسفارة السعودية بلندن التعليق على الموضوع، حسب ما أوردته “الغارديان”.  

و نفت شركة NSO الإسرائيلية تورطها في العملية وفندت الاتهامات.

ماذا قال كمال الجندوبي؟

صحيفة “الغارديان” أوردت في تقريرها تعليق الخبير التونسي كمال الجندوبي عن موضوع التجسّس، إذ قال: “علمنا أنه من المحتمل استهداف اللجنة منذ نشر تقريرنا عام 2018. لقد أحدث هذا التقرير صدمة في السعودية والإمارات، لأنهما لم يتوقعا مثل هذه النتائج”.

واعتبر الجندوبي أن استهداف هاتفه يجسد فعل “دولة مارقة”.

الجندوبي الذي شغل منصب وزير حقوق الإنسان في تونس بعد الثورة، لم يفاجأ بالمضايقات ومحاولات الاختراق، إذ كان يدرك أن مهمته وفريقه ليست هينة ولن تتم بسهولة، إذ يقول: “بصفتنا محققين دوليين، من المفترض أن نكون محميين على الأقل، لكنني لست متفاجئًا على الإطلاق. لقد كنت قلقا منذ عام 2019”.

كما تحدّث كمال الجندوبي عن الضغوطات التي تعرّض لها وقال: “لقد استخدموا كل دعاياتهم ووسائل إعلامهم لتشويه سمعتنا وتشويه عملنا. كل شيء نتوقعه منهم، حتى تصويت 2021 الذي أنهى مهمتنا “.

وهنا قالت الصحيفة البريطانية، نقلاً عن خبراء سياسيين ودبلوماسيين على دراية وثيقة بالموضوع، إن تصويت مجلس حقوق الإنسان الأممي على قرار إنهاء مهمة لجنة الخبراء التي يرأسها الجندوبي في اليمن، كان بضغوطات سعودية بالأساس.

وعين كمال الجندوبي، وهو المدافع عن حقوق الإنسان والمعارض لنظام الرئيس التونسي الأسبق بن علي، من قبل مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان سنة 2017 على رأس فريق من الخبراء الدوليين للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان. في سنة 2019 كُلف بقيادة فريق من الخبراء للتحقيق  في جرائم محتملة في اليمن، إثر تدخل التحالف الخليجي بقيادة السعودية ضد الحوثيين هناك، إلا أن تفويض الأمم المتحدة للتحقيق توقف بشكل مفاجئ في أكتوبر/ تشرين الأول 2021.

تنديد حقوقي دولي

وتعليقًا على الموضوع، قال روبرت كولفيل المتحدث باسم ميشيل باتشيليت، المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان “إن استهداف المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والسياسيين هو مجرد مثال آخر على كيفية تحول الأدوات التي يُزعم أنها تهدف إلى معالجة المخاطر الأمنية، إلى أسلحة ضد الأشخاص ذوي الإعاقة “.

أما ميليسا بارك، المحققة الأسترالية التي تنتمي إلى فريق الخبراء، فقالت: “لو أمكن فقط تطبيق هذه التكنولوجيا وتوجيه الطاقة غير العادية لصالح الشعب اليمني، لكانت الدعوات إلى المساءلة عن الجرائم المرتكبة في اليمن قد أخذت صدى أكبر”.

فيما وصفت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أغنيس كالامارد، نبأ استهداف الجندوبي بأنه “صادم وغير مقبول”.

أما عن موقف مكتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشأن ما حدث فكان سلبيًا، حسب صحيفة “الغارديان” إذ قال المتحدث باسم الأمم المتحدة “إن الجندوبي كان خبيرا مستقلا وإن الأمم المتحدة ستترك الأمر له للتعليق”.