عالم

تقارير صحفية: بايدن يعمل على النأي عن محمد بن سلمان كأحد أشكال إعادة ضبط العلاقة مع السعودية

تحت عنوان “إدارة جوزيف بايدن تنأى بنفسها عن محمد بن سلمان وتضعه في دائرة الإدانة المباشرة”، تناولت صحيفة لوموند الفرنسية تداعيات التقرير الاستخباراتي الذي أصدرته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية حول جريمة تصفية جمال خاشقجي.   

مقاطعة بن سلمان

الصحيفة الفرنسية رجّحت استنادا إلى مصادر دبلوماسية في واشنطن ومتابعين للشأن الأمريكي، أن التقرير وما انتهى إليه من إدانة سياسية لابن سلمان، يندرج ضمن توجّهات بايدن لإعادة ضبط العلاقة مع السعودية، وهو ما سيدفع البيت الأبيض إلى انتهاج سياسة النأي عن ولي العهد السعودي ومقاطعته وعدم التعامل معه وعدم استقباله في البيت الأبيض.

ولفتت لوموند إلى أنّه رغم النفوذ الواسع الذي يتمتع به محمد بن سلمان في السعودية، حيث يعتبر الصانع الفعلي للسياسات والقرار من خلف والده العاهل السعودي، فإنّ بادن سيحرص على عدم فتح أي قنوات تواصل مع الأمير بشكل مباشر وكذلك عبْر الوسائط الدبلوماسية أو من خلال بعض المسؤولين الأمريكيّين، كما سيحرص على تفادي إجراء أي مقابلات معه خلال حضوره في المنتديات والمؤتمرات الدولية، على غرار منتدى دافوس أو قمّة العشرين وغيرها.

من جانبها اعتبرت صحيفة التايمز البريطانية أن الرئيس بايدن قرّر منذ انتخابه عدم التعامل مع ابن سلمان، وتجسّد هذا التوجه بشكل رئيسي في إعلان وقف الدعم العسكري للحرب في اليمن والتي تحظى بإشراف وإدارة مباشرة من ولي العهد السعودي منذ سنة 2014 باعتباره وزيرًا للدفاع.

الضغط على السعودية

نشر التقرير الاستخباراتي  مثل عنوان تحوّل شائك في علاقة البيت الأبيض مع الأمير السعودي بحسب التايمز، حيث تذهب الصحيفة البريطانية إلى أنّ قرار الإدارة الديمقراطية يأتي ضمن مساعي للخروج من مستنقع الشرق الأوسط الذي ورثته من رئاسة ترامب، وهو أمر يمرّ عبر الضغط على السعودية سياسيا وإعادة ضبط شكل العلاقات معها.

تطويع السعودية سياسيا وإجبارها على تخفيف حدّة التوتر مع إيران ضمن ترتيبات استئناف المفوضات مع طهران والعودة للاتفاق النووي، سيمكّن بايدن من التفرّغ لمواجهة الساحة الداخلية والمعالجة الاقتصادية المحلية الناتجة عن الجائحة، إلى جانب التركيز على المواجهة السياسية والتنافس مع كل من الصين وروسيا.

التقرير أكّد على أنّ قرار الإدارة الديمقراطية في محاسبة السعودية، يعتمد جملة من المحاور الأساسية التي تشمل إنهاء الغطاء السياسي الذي كان يحظى به ابن سلمان من جانب الرئيس السابق دونالد ترامب.

واستشهدت الصحيفة البريطانية في هذا السياق بالمكالمة التي جرت الجمعة الماضية  بين بايدن والملك سلمان، والتي مثلت رسالة مباشرة على تجاهل ولي العهد بعد أن كان طوال السنوات الماضية المحاور الأساسي مع الرئاسة الأمريكية.

الاستنتاج نفسه تخلص إليه صحيفة “لوموند” إذ تعتبر أنّ ابن سلمان سيكون الخاسر الأكبر، ضمْن مشروع إعادة ضبط خيوط التحالف بين واشنطن والرياض بعد أن حظيت بدلال خاص ودعم مطلق غير مسبوق في سنوات ترامب، مضيفة أنّه “سيتعين على ابن سلمان ربما الانتظار لوقت طويل قبل أن يأمل في أن يتمّ استقباله مرة أخرى في البيت الأبيض”.