يوم 7 نوفمبر 1987 أزاح الوزير الأول زين العابدين بن علي الزعيم الحبيب بورقيبة من الحكم في ما سمي ب”الانقلاب الأبيض”، مستنداً على الفصل 57 من الدستور الذي ينص على أن “يتولى الوزير الأول رئاسة الجمهورية في حالة عجز أو وفاة رئيس الجمهورية”، واعتمد بن علي على تقريرٍ طبي يؤكد عجز الرئيس بورقيبة (البالغ من العمر حوالي 87 عاماً) عن القيام بالمهام المنوطة بعهدته.
الطبيب الخاص للرئيس بورقيبة: الزعيم لم يكن عاجزاً..
أكد عمر الشاذلي الطبيب الخاص للرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في كتاب أصدره بُعيد الثورة التونسية، أن بن علي تآمر على بورقيبة الذي لم يكن عاجزاً عن أداء مهامه عشية الإطاحة به في 7 نوفمبر 1987 بداعي المرض والشيخوخة.
وقال الشاذلي طبيب بورقيبة إن “بن علي حاول إضفاء طابع قانوني على ما فعله، بتقديم شهادة طبية وقعها سبعة أطباء تم تسخيرهم ليلاً من قبل النائب العام الهاشمي الزمال”.
مدير الأمن والمخابرات في عهد بورقيبة يروي تفاصيل الانقلاب..
قال أحمد بنّور مدير الأمن والمخابرات وكاتب الدولة للدفاع في عهد الرئيس الحبيب بورقيبة، إن العلاقة بين الرئيس الحبيب بورقيبة والوزير الأول زين العابدين بن علي لم تكن في أفضل حالاتها قبل تاريخ الانقلاب، مؤكداً أن بورقيبة استشاط غضباً عندما علم أن بن علي عُين وزيراً أولاً وهو لا يملك حتى شهادة الباكالوريا، فأهانه وقرر تغييره.
وتابع بنور “عندما تأكد بن علي أنه ستتم إقالته جمع ليلة الانقلاب جميع القيادات وأحضر الأطباء إلى الداخلية للتوقيع على شهادة طبية تفيد بأن بورقيبة لم يعد قادراً على الحكم دون أن يخضع لمعاينة طبية من أي أحد منهم”.
وكشف بنور أيضا أن بن علي خطط للانقلاب من قبل ولكن كان سيقوم به في تاريخ آخر غير أن قرار إقالته جعله يسرع فيه وفق قوله.