تطبيع ثقافي وسينمائي.. دعوات لمقاطعة مبادرة “كلوز آب”

أدانت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل مبادرة “كلوز آب” (Close UP) التطبيعية، التي تهدف إلى تطبيع نظام الاستعمار الاستيطاني والاحتلال العسكري الإسرائيلي في المنطقة وتطبيع العلاقات بين السينمائيين العرب والإسرائيليين.

وتؤكّد الحملة أنّ مشاريع “كلوز آب” تعدّ خرقا لتعريف التطبيع المتوافق عليه فلسطينيا.

وشدّد المندّدون بالمبادرة على عدم مشاركة منظوريها من فلسطينيين وعرب في أيّ مشروع أو مبادرة أو نشاط، محلي أو دولي، يجمع على المنصة ذاتها بين فلسطينيين أو عرب، مع إسرائيليين -أفرادا كانوا أم مؤسسات- ولا يستوفي شرطين أساسين، وهما: اعتراف الطرف الإسرائيلي بالحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني بموجب القانون الدولي، وإنهاء الاحتلال والأبارتهايد والاعتراف بحق العودة للاجئين، وفق نص البيان عن الحملة.

كما دعوا إلى أن يشكّل النشاط شكلا من أشكال النضال المشترك ضد نظام الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي.

ويُضيف نص البيان: “إن كان التطبيعُ سلاحا يوظّفه العدو الإسرائيلي لضرب نضالنا التحرّري وإحداث فجوة استعمارية فكرية-ثقافية في العمق العربي في كل وقت، فهو أخطر بكثير في مرحلة الإبادة الجماعية التي يقترفها المحور الأمريكي-الإسرائيلي بحق 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة المُحتل والمُحاصر، وما يَلحق هذه الإبادة من مجازر بحق الشعب اللبناني”.

كما أفاد البيان تأييد الحملة نداء مجموعة “سينمائيون ضدّ التطبيع”، داعيا جميع الفنّانين والسينمائيين والمثقفين في المنطقة العربية إلى مقاطعة مبادرة “كلوز آب”، ورفض دورها وفضحه وعدم التعاون أو العمل معها بأيّ شكل من الأشكال حتى تنهي تطبيعها وتواطؤها.

وتأسّست مبادرة “كلوز آب” على يد العاملين في مؤسسة “غرين هاوس” الإسرائيلية التي توقّفت أنشطتها عام 2017 بعد حملة مقاطعة واسعة ضدّها.

وكانت المؤسسة مُموّلة بالأساس من الصندوق الجديد للسينما والتلفزيون التابع للحكومة الإسرائيلية في عام 2006.

وقد أدرك الفلسطينيون مدى خطورة المؤسسة ودورها الكامن في تطبيع الفن الاستعماري مع باقي دول المنطقة، وقد اتخذت وزارة الثقافة الفلسطينية، حينها، قرارا مبدئيا بحظر أنشطة “معهد أفلام رام الله” -الشريك في عمل مؤسسة “غرين هاوس” الإسرائيلية- بسبب تخلّفه عن تقديم التقارير الإدارية والمالية.

وتهدف مبادرة “كلوز آب”، عبر إقامة ورش العمل وبرامج التدريب الإسرائيلية-العربية المشتركة، إلى خلق صورة مساواة زائفة ومُغرضة بين الشعب المستعمَر والقوّة المستعمِرة وإلى تعزيز وجود نظام الاستعمار داخل المشهد الثقافي والسينمائي في المنطقة العربية، وهو ما ترفضه الحملة المندّدة بالتطبيع الثقافي الممنهج.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *