ما بين العاطفة والحب ونداء الوطن والواجب، ثنائية تختزل قصة القنصل التونسي السابق بميلانو الإيطالية نصر بن سلطانة، كما كشف عنها بنفسه في تدوينة على مواقع التواصل الاجتماعي.
بن سلطانة الذي عمل بالبعثة الدبلوماسية التونسية بإيطاليا طوال أكثر من 6 سنوات، كقنصل عام بجنوة، قبل أنْ يشغل الخطة نفسها بمدينة ميلانو، ارتبط قبل حوالي سنة ونصف بالسيدة “روسانا” وهي إحدى سيدات الأعمال الإيطاليات، وتنشط في مجال التجارة والأعمال الحرّة.
القنصل التونسي السابق الذي أنهى مهامه في إيطاليا منذ شهر أوت الماضي، كان يعدّ لإتمام الإجراءات الخاصة بعقد قرانه على خطيبته الإيطالية بعد عودته إلى تونس، والتحاقه بالمصالح المركزية بوزارة الخارجية، إلا أنه اصطدم بقرار الإدارة عدم الترخيص له بالزواج، اعتمادًا على القانون الأساسي للموظفين بالسلك الدبلوماسي، والذي يحجر عليهم الزواج بالأجانب إلا بترخيص.
“على الرغم من الترخيص سابقًا للعديد من الزملاء، إلا أني سألتزم بهذا القرار وأعيد ترتيب حياتي العائلية، لن أغادر تونس وسأواصل مهامي الدبلوماسية والإدارية”.
هكذا أضاف بن سلطانة في تدوينته، متسائلاً بشكل ضمني، عن دوافع رفْض الإدارة الترخيص له بالزواج، في مقابل حالات سابقة لبعض منتسبي السلك الدبلوماسي تمّ الترخيص لهم، ورغم إعلامه وزارة الخارجية بحيثيات ارتباطه بخطيبته الإيطالية منذ وقت طويل.
القنصل التونسي السابق بميلانو أوضح في ذات السياق أنه رفض عرضًا من خطيبته للاستقالة من عمله بوزارة الخارجية، والاستقرار في إيطاليا والنشاط في مجال الأعمال الحرة، انطلاقًا من علاقاته الواسعة بالمسؤولين ورجال الأعمال الايطاليّين، إلا أنه تمسك بالبقاء في تونس، التزامًا بواجبه المهني والوطني حتى وإن كان على حساب العاطفة.
“قد لا يشاركني العديد هذا القرار، ولكنّ وطني لا بديل عنه ولن ابتعد عن هموم وطني مهما كان” يختم بن سلطانة تدوينته والتي حظيت بكم كبير من التفاعلات والتعليقات المتعاطفة والمتباينة، تجاه قرار الرجل واختياره الصعب ما بين القلب والانتماء.