تضمّنت وثائق المحكمة المتعلّقة بالشخص المدان بالتحرّش الجنسي بالأطفال، جيفري إبستين -والتي تم الكشف عنها أمس، بناءً على أوامر من قاضٍ في نيويورك- ذِكر أسماء الأمير أندرو وبيل كلينتون والساحر ديفيد كوبرفيلد ونجم البوب الراحل مايكل جاكسون، في ما يقرب من ألف صفحة.
وتم إغلاق ملفات القضية، ولكن بعد الاستئناف الذي قدّمته صحيفة ميامي هيرالد، تم الكشف عنها بشكل مطّرد بناءً على أوامر القاضية لوريتا بريسكا، وشمل إصدار الليلة الماضية 40 وثيقة من أصل 250 وثيقة متوقّعة، ومن المقرّر نشر المزيد في الأيام المقبلة.
فضيحة كبيرة من المرتقب إلقاء الضوء عليها بقوة خلال الأيّام المقبلة، وذلك بعد الإعلان عن قائمة طويلة من الأشخاص المرتبطين بمرتكب الجرائم الجنسية الراحل جيفري إبستين.
وتوفي إبستين في السجن في نيويورك، أوت 2019، قبل أن يحاكم بتهمة استغلال قاصرات جنسيا، حيث أقدم بالفعل على الانتحار نتيجة “إهمال” من العاملين في السجن، حسب ما خلصت إليه وزارة العدل الأمريكية منتصف 2023.
فقد تعاون المليونير مع شخصيات رفيعة المستوى من عالم السياسة والأعمال والعائلات المالكة أيضا. وأحرجت قضيته لسنوات بعض النخب السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة وخارجها.
وقد تلقي هذه الإفصاحات ضوءا جديدا على شبكة الاتّجار بالجنس التي أدارها إبستين، الذي توفّي عام 2019، وشريكته غيسلين ماكسويل.
وكشف عن الوثائق التي ترتبط بدعوى رفعتها الضحية فيرجينيا جيوفري، ضد شريكة أبستين، غيسلين ماكسويل.
وتضم الوثائق إفادات من جيوفري وإفادات لأفراد آخرين، وطلبات إفادات تقدّم بها المحامون، والتي من بينها “كيف لم تتمكّن ماكسويل في شهاداتها من تذكّر تفاصيل اتصالات إبستين مع الأمير البريطاني، أندرو والرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون”.
كلينتون
وتتضمّن الوثائق إفادة من جوانا سيوبيرغ، التي عملت لدى إبستين لمدة خمس سنوات، وقالت إنّها تتذكّر حديثه عن كلينتون.
وأضافت: “قال ذات مرة إنّ كلينتون تحبهم في سن مبكّرة (في إشارة إلى الفتيات)”.
وظهر اسم الرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون، في الوثائق أكثر من 50 مرة، لكن حسب شبكة “إيه بي سي” الأمريكية، فإنّ ذلك لا يشير إلى تورّطه في أيّ أعمال غير مشروعة.
والتقطت صورة لكلينتون مع إبستين، لكن ممثّلي الرئيس الأسبق أشاروا إلى أنّ التواصل بينهما انقطع منذ 2005، قبل ظهور تلك الاتّهامات الجنائية.
وأشارت الدعوى التي رفعتها الضحية فيرجينيا جيوفري عام 2015، إلى مزاعم بأنّها التقت كلينتون في جزيرة ليتل سانت جيمس المملوكة لإبستين.
كما أوضحت سجلّات الرحلات الجوية التي احتفظ بها أحد طياري إبستين، أنّ كلينتون استخدم طائرة إبستين عدة مرات بين عامي 2002 و2003، وهو جزء من مشروعات إنسانية في إفريقيا وباريس وبانكوك وبروناي.
وقال كلينتون في تقارير سابقة نقلتها شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، إنّ إبستين كان “مموّلا ناجحا” وشخصا ملتزما بالأعمال الخيرية، وإنّه “يقدّر كرمه ورؤيته خلال… رحلة إلى إفريقيا للعمل على إرساء الديمقراطية وتمكين الفقراء وخدمة المواطنين ومكافحة فيروس نقص المناعة المكتسبة”.
وقال متحدّث باسم كلينتون عام 2019، إنّه “لم يذهب أبدا إلى جزيرة ليتل سانت جيمس، أو مزرعة إبستين في نيومكسيكو أو مقرّ إقامته في فلوريدا”.
لكن الوثائق أشارت إلى أنّ ماكسويل قالت إنّ كلينتون سافر عدة مرات على طائرة إبستين الخاصة، دون تحديد عدد تلك المرات.
كما قالت ضحية أخرى، تدعى جوانا سيوبيرغ، إنّ حوارا دار بينها وبين إبستين في 2016، لفت فيه الأخير إلى إعجاب كلينتون بـ”الشابات الصغيرات”.
وعند سؤالها عمّا إذا كان كلينتون صديقا لإبستين، قالت إنّ لديها علما بأنّ هناك “أعمالا” تربطهما سويّا.
ترامب
وقالت سيوبيرغ أيضا إنّه وخلال إحدى الرحلات مع إبستين، أبلغه الطيارون أنّهم بحاجة إلى الهبوط في أتلانتيك سيتي، فاقترح إبستين حينها أن يتّصلوا بالرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.
وأضافت: “قال جيفري، حينها، سنتّصل بترامب وسنذهب إلى.. لا أتذكّر اسم هذا الكازينو، لكن سنذهب إلى هناك”.
وأكّدت في شهادتها أنّها لم تجرِ “جلسة تدليك” لترامب مطلقا، ولم يتمّ توجيه أيّ اتّهام بارتكاب مخالفات لترامب في ما يتعلّق بإبستين في تلك الوثائق، حسب “سي إن إن”.
أمير بريطاني
من بين الأسماء التي ظهرت في الوثائق، دوق يورك ونجل ملكة بريطانيا السابقة إليزابيث، الأمير أندرو، حيث أشارت ماكسويل إلى زيارته لجزيرة إبستين ذات مرة.
ولدى سؤالها حول ما إذا كانت هناك فتيات أقلّ من 18 عاما خلال زيارته، أجابت: “لم يكن هناك أيّ فتاة على الجزيرة على الإطلاق. لا فتيات أو نساء… لم يكن هناك نساء سوى عاملات المطبخ والتنظيف”.
لكن الوثائق كشفت عن ادّعاء سيوبيرغ بأنّ الأمير أندرو لمسها بطريقة غير لائقة خلال جلوسها على أريكة في منزل إبستين في مانهاتن عام 2001، وذلك خلال شهادة لها في 2016.
ونفى قصر باكينغهام في وقت سابق تلك الادّعاءات، وقال إنّها غير صحيحة على الإطلاق.
ملك البوب
من بين الأسماء الشهيرة أيضا التي كشفتها الوثائق، نجم الغناء الراحل مايكل جاكسون، حيث قالت إحدى الشاهدات في القضية، حسب الوثائق، أنّها التقت المغني في منزل إبستين.
ونقل موقع أكسيوس، أنّ المغني “طلب منها أن تمنحه جلسة تدليك”، لكنها رفضت القيام بذلك.
وكان إبستين، الذي أدين عام 2008 بتهمة التحريض على الدعارة، على علاقات اجتماعية مع شخصيات بارزة في مستوى العالم.
واتّهمته النيابة في 2019 بإدارة “شبكة واسعة” من الفتيات القاصرات لممارسة الجنس، و عُثر عليه ميّتا في زنزانته أثناء انتظاره المحاكمة بتهمة الاتّجار بالجنس.
وكالات