ثقافة

تحت شعار “لا للهدم”… السينما فعل مقاومة في المكنين

تحت شعار “لا للهدم” اختتمت فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان سينمكنه للأفلام الشّعريّة بالمكنين التابعة لولاية المنستير (شرق تونس)، احتجاجا على قرار هدم أقدم قاعة سينما في المكنين، بل الوحيدة في الجهة.

وشارك في الاحتجاج شباب الجهة والمجتمع المدني وثلة من الفنانين على غرار الفنانة فاطمة بن سعيدان، الفنان جمال المداني، المخرج سمير الحرباوي، الشاعرة ليلى نسيمي صاحبة دار وشمة للنشر، الكاتب محمد الجلاصي صاحب كتاب “معجم المصطلحات الدارجة والأهازيج والأمثال الشعبيّة التونسية” الذي قدّمه ووقعه خلال المهرجان.

وفي كلمته قال المنجي الشريف رئيس بلدية المكنين إنّ قرار الهدم لا يعود إليه وحده، وإنما إلى المجلس البلدي الذي اتخذ القرار على أساس أنها قاعة آيلة للسقوط، فلاقى كلامه رفضا من الجمهور الحاضر الذي طالب بترميم القاعة عوض اللجوء إلى الهدم، كي تبقى قاعة سينما المكنين التاريخية قائمة وتحتضن مختلف التظاهرات الثقافية.

وتضمّن الاختتام إلى جانب الحركة الاحتجاجية الرافضة لقرار الهدم عرضا لعمل الورشات التكوينيّة في المجال السمعي البصري والسينما، والمتمثلة في ورشة كتابة السيناريو التي أشرف عليها محمد نجيب منصر، وأخرى لإخراج الفيلم الوثائقي للمخرج حمزة بالحاج، ورشة الوقوف أمام الكاميرا مع الممثلة فاطمة بن سعيدان، وورشة التّعليق الصوتي وتقنياتها وهندسة الصوت في الأفلام مع المعلق الصوتي صفوان العويان.

وفي اليوم الختامي للمهرجان تابع عشاق السينما فيلميْ “هنّ” لشاكر بسباس و”قطرة” ليونس بن حجرية الذي تفاعل معه جمهور المكنين لتوثيقه تاريخ الشعر الملحون في المنطقة، قبل أن تقدّم مجموعة “عِقْد الرّيحان” بقيادة رياض الجديدي وصلة موسيقية لأشهر موسيقات الأفلام وبعضا من الموروث الغنائي التونسي، تلاها عرض “ديما ديما” لياسر جرادي.

وشهد المهرجان في دورته الثالثة عرض 16 فيلما من تونس وخارجها، تابعها جمهور المكنين في الفترة الممتدة بين 21 و24 ديسمبر/كانون الأول الجاري في كل من دار الثقافة بالمكنين وقاعة سينما المكنين.

وتقوم أيام سينمكنه للأفلام الشعرية -وفق مديرها يونس بن حجرية- على عرض نوعية هادفة من الأفلام، والنضال للمحافظة على قاعة السينما بالمكنين كي لا يقع تحويلها إلى مركب تجاري، بالإضافة إلى تكوين الشباب في المجال السمعي البصري.