يُطرح اليوم الأربعاء في قاعات السينما الأوروبية -تحديدا فرنسا، وقريبا في إيطاليا والمملكة المتحدة- الفيلم الروائي الطويل “تحت الشجرة” لمخرجته التونسية أريج السحيري، وهو العمل الذي اُختير ليمثل تونس في مسابقة الأوسكار للعام 2023 في فئة أفضل فيلم أجنبي.
وعن ذلك تقول المخرجة التونسية الشابة أريج السحيري (40 عاما): “أنا سعيدة للغاية، ما كان لفيلم من صنع هواة، أن يكون أحسن ممّا كان، هذا مذهل… أرجو أن يعرض الفيلم قريبا بكل العواصم الغربية والعربية”.
وتعطي المخرجة التونسية-الفرنسية في فيلمها الروائي الأول مساحة للنساء الريفيات “العصريات” لإنشاء عالم صغير يعبّرن فيه بحرية عن تجاربهن رغم قيود مجتمعهنّ المحافظ.
في ساعة ونصف، تتقاسم بعض العاملات خلال جني التين في منطقة كسرى (شمال غرب تونس) أسرارهنّ وقصص حبهنّ وخلافاتهنّ.
وتدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الفتيات الشابات بشكل أساسي، يقطفن أحيانا بمساعدة صبي، التين الناضج والهشّ ثم يسلمنه لنساء أكبر سنا لتوضيبه بعناية داخل صناديق. ويحصل كل ذلك بإشراف رئيس العمل، الذي يمثل رمزا للسلطة الأبوية التقليدية.
ويتطرّق العمل أيضا إلى مفهوم التضامن بين النساء حين يتقاسمن الغداء، وكذلك الرغبة في التحرّر، ويظهر ذلك بوضوح عندما يذهبن في نزهة مع الصبية بجانب النهر أو عندما يتجملن بعد يوم من العمل الشاق، ويلتقطن صورا وينشرنها على مواقع التواصل الاجتماعي.
كما تُظهر المخرجة في فلمها نساء تجاوزن عقدهنّ الخامس مُرهقات من عناء السنين، يقضين فترة الاستراحة لأخذ قيلولة أو الحديث عن مسائل تخصّ آلامهنّ الجسدية وانكساراتهنّ.
وأنتج فيلم “تحت الشجرة” بميزانية متواضعة بلغت 300 ألف دولار (حوالي مليون دينار تونسي)، وهو فيلم من بطولة هواة وشخصيات حقيقية لم تقف ولو لمرّة واحدة أمام الكاميرا.
ولم تفكّر السحيري عند إنجاز هذا الفيلم المختلف والخاص في حصوله على الجوائز ولا في تمثيله تونس في الأوسكار، وهو الذي نال حتى الآن جوائز؛ التانيت الفضي في مهرجان أيام قرطاج السينمائية الأخير، وبايار دور في مهرجان الفيلم الفرنكوفوني في نامور (بلجيكا)، ولجنة إيكو برود في مهرجان كان السينمائي.