ثقافة

“تائهون” دراما عائلية على ركح الحمامات

يستعد المخرج التونسي نزار السعيدي لعرض آخر أعماله مسرحية “تائهون” ضمن فعاليات مهرجان الحمامات الدولي، يوم 26 جويلية/ يوليو الجاري.

تائهون تأتي بعد عدة أعمال للسعيدي منها “سوس” و”إنتليجنسيا” و”قصر السعادة”، دراما عائلية سرعان ما تشغل المجتمع.

وبنص مشترك الكتابة مع الكاتب والإعلامي عبد الحليم المسعودي، يسرد السعيدي آفات المجتمع طارحا أسئلته وأسئلتنا الحارقة: كيف وصلنا إلى هنا؟ كيف حدث ذلك؟ كيف يفلت منّا أبناؤنا في غفلة منّا؟ وكيف يمكن لهم أن يصبحوا على الحال التي باتت عليها بطلة المسرحية الحاضرة بالغياب؟

 
دراما التاريخ والجغرافيا

مسرحية قال عنها الناقد محمد مومن: “تائهون” هي مأساة ناسنا، ذلكم هم الذين ضاعت قبلتهم، فصاروا لا يعرفون شرقا ولا غربا. “دَارْكْ سَايِدْ”، الجَانِبُ المُظْلِمُ وَردت كدراما ترسُم جغرافيا تيهانِ تاريخنا، في لحظة حضارتنا الحالية، في مجتمع الفرجة فتبخّرت القيم وتلاشت المبادئ وتبعثرت إنسانية الإنسان وذهبت أدراج الرياح، فكانت هباء منثورا”.

ويُضيف: “بإيجاز، جدير بنا أن نعتبر “تائهون” من صنف المسرحيات التي تدفع بك إلى الفرجة ومن طبقة ما تثير فيك شهوة الكتابة عنها وشهيّتها”.

 
أسئلة حارقة

تشهد البلاد حادثة قتل المراهقة “إشراق” لأمها وتنكيلها بجثتها، ثم تهرب متّخذة من مواقع التواصل الاجتماعي فضاء للتعبير عن مشروعها في اقتلاع كل الحواجز التي تقف أمام الاعتراف بذاتها. الحادثة تتحوّل إلى ظاهرة إعلامية عالمية تتفاعل معها مجموعة من الأفراد والمؤسّسات كل حسب مجال تخصّصه.

في الأثناء تقوم إشراق بالجريمة الثانية فتقتل أستاذها. أسبوع من الملاحقات والتحقيقات ينتهي بانتحار المراهقة لتترك أسئلة عالقة حول واقع التيه: الـ”نحن” على كرسي المساءلة؟ ماذا يحدث؟ هل هو وافد أو متأصّل؟ هل هو مفتعل أو نتيجة؟ هل هو إعلان النهاية أو رجّة الاستفاقة المنتظرة؟ في حين أن العالم يتقدّم لدخول مدار أكبر تكنولوجيا التواصل الاجتماعي.

المسرحية من تمثيل جمال ساسي ورمزي عزيّز وتماضر زرلّي وانتصار عويساوي ومحمد شعبان ومحمد علي بالسعيد والصادق الطرابلسي.