يوافق الأحد 14 فيفري، دخول فترة ما يعرف بـ”ڨرّة العنز” لتتواصل إلى يوم 19 من الشهر نفسه، حسب التقويم الأمازيغي الفلاحي.
“ڨرّة العنز” هو مصطلح أطلقه الأجداد على هذه الفترة من كل سنة لما تتميّز به من برودة شديدة في الطّقس، تتساقط خلالها كميات هامّة من الأمطار والثلوج، مع انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة.
أصل التّسمية له قصة ودلالة حيث تعود حسب الموروث الشّعبي إلى البرودة الشديدة في الطقس حتى أنّ حيوان الماعز المعروف بتحمّله للبرد لا يقوى على تحمّل برد هذه الفترة من السنة.
كما أنّ مصطلح “ڨرّة” يعني الحرب إذ أنه اقتبس من كلمة الحرب بالفرنسية La Guerre، التي كانت متداولةً بكثرة زمن الاستعمار الفرنسي وبذلك فإنّ هذه الفترة من السنة تعني الحرب على فصيلة الماعز، نظرا لشدّة تأثّرها ببرودة الطّقس وعادة ما يسجّل الفلّاح أو الرّاعي خسائر فادحة في قطيع الماعز خلال نفس الفترة.
رواية وخرافة
تروي الخرافة التي تناقلها الأجداد ” أنّ شهر جانفي (يناير) البارد، كان يهمّ بالمغادرة حين سخرت منه ماعز متفاخرة بصحتها الجيدة قائلةً: “إنك تغادر وإنّني بخير”، حينها وحسب الأسطورة، غضب شهر جانفي وتوعّدها بالعودة قائلا: “باش نتسلّف نهار من شهر فيفري يخل فك قرونك خلف الدار يلعبوا بيهم الصغار”.
إعلان اقتراب فصل الرّبيع
هي أيام تفرغ فيها السماء كامل برودتها معلنةً عن اقتراب فصل الربيع بدفئه واخضرار أعواد الأشجار وأوراقها، ويقال: إنّ قرة العنز تدخل بالغبار وتخرج بالأمطار في أحيان كثيرة، والعكس وارد أحيانا أخرى.
وتأتي قرة العنز بعد ليالي العزارة، وتصاحبها أحيانا أمطار غزيرة مصحوبة برياح باردة وعواصف قوية، تأثيرها شديد على الحيوانات، لذلك يعمل الفلّاحون على تهيئة الحظائر وتدفئتها قدر الإمكان، لحماية قطعانهم لاسيما الماعز من النفوق بسبب البرد القارس.
وتلي قرة العنز فترة نزول الجمرات الثلاث، “جمرة الهواء، وجمرة الماء، وجمرة التراب” وتدوم كل جمرة 7 أيام.