رياضة

بين الجريء والمكشّر… حرب قانونية وصراع كسر عظام

لم تتوقّف حرب التصريحات والبلاغات بين إدارة هلال الشابة وهياكل الجامعة التونسية لكرة القدم، بنهاية الموسم الرياضي، الحرب الكلامية والاتهامات ولي الذراع متواصلة، وآخر المستجدّات تُنذر بموسمٍ ساخنٍ بين الطرفين وأكثر حدّة.
منذ يومين أصدرت لجنة التأديب التابعة لجامعة كرة القدم حزمةً من القرارات ضد فريق هلال الشابة تفاصيلها: سحب 6 نقاطٍ من رصيد النادي في البطولة قبل بدايتها وإيقاف رئيسه توفيق المكشّر وكاتبه العام محمد بن إبراهيم سنتين عن النشاط، إضافةً إلى غرامةٍ ماليةٍ بـ 40 ألف دينار.
هي عقوباتٌ من جملة قراراتٍ كثيرةٍ أصدرتها لجنة التأديب أو مكتب الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة ضد الفريق طوال الموسم المنقضي.
جاء ذلك ردًا على تدويناتٍ فيسبوكيةٍ، على الصفحة الرسمية لهلال الشابة، تنتقد المكتب الجامعي ورابطة كرة القدم وهو ما لم تقبله هياكل الجامعة واعتبرته تجاوزاً للقانون وللنواميس المتعامل بها بين الفرق والمؤسّسات المشرفة.
خلافٌ مجاني
تعود الشرارة الأولى للخلاف بين الطرفين إلى أفريل 2019 عندما رفض فريق هلال الشابة، قرار رابطة كرة القدم، لعب مباراة تحديد بطل الرابطة الثانية ورأى أحقيته باللقب دون لعب لقاءٍ أمام مستقبل سليمان الذي رافقه إلى الرابطة الأولى أنذاك.
ولم يتوقّف رئيس هلال الشابة توفيق المكشّر عند ذلك، بل طالب في صيف 2019، ولا يزال، بالتدقيق في حسابات الجامعة وهو ما عارضه وديع الجريء بشدّة.
إدارة هلال الشابة عنيدة
ككلّ موسمٍ ومع مرور المباريات تتظلّم بعض الأندية من قرارات الحكام وتطالب بحقها وينجر عن ذلك استدعاءات وعقوبات ومجالس تأديب وغيرها…كل ذلك عاشه فرق هلال الشابة خلال الموسم الماضي.
الجامعة التونسية لكرة القدم وهياكلها بين أيديهم قانونٌ يطبّقونه بعدلٍ بين الجميع وفق قولهم، وفريق هلال الشابة احتجّ بطريقته ولم تُرهبه الغرامات المالية بعشرات الآلاف من الدينارات ولا حرمان مسيّريه من ممارسة نشاطهم ولم يستجب لدعوات مكتب الرابطة ولجنة التأديب، وهو ربّما ما لم تنتظره الجامعة.
تشبّث إدارة توفيق المكشّر بدفاعها عن حقوق ناديها وإعلانها العصيان ضد قرارات الجامعة حوّل الموضوع إلى خلافٍ شخصي.
معركة شخصية
حديثاً، وبعد آخر عقوبات سُلطت على الهلال الشابي، المذكورة سابقاً، لوّح رئيس هلال الشابة بالانسحاب من مهامه حتى لا يتأثّر فريقه بالمحيط المتشنّح ولا تُرهقه العقوبات، لكنه تعهّد بالذهاب بعيداً في معركته القانونية والدفاع عن حقوق ناديه أمام الهياكل التحكيمية الرياضية الدولية.
وعبّر المكشّر، في تصريحاتٍ إعلاميةٍ وخلال البلاغات القوية لإدارته، عن تحدي شخصي بكشف ما يعتبرها هينات وعيوب وفساد داخل الجامعة التونسية لكرة القدم وأعلن « الحرب »  ضد رئيسها وديع الجريء.
من جهته قال نائب رئيس هلال الشابة صابر بوعطي، في تصريح لبوابة تونس الأربعاء 14 أكتوبر، “إن هياكل الجامعة خالفت القانون وتلاعبت به إذ لا يحق لها معاقبة هلال الشابة ومسؤوليه بسبب تدوينة فيسبوك وأن الفصل الذي طُبّق ضد الفريق لا ينطبق على سلّم العقوبات المتعارف عليه والذي صادقت عليه الأندية” .
وأضاف بوعطي أن الجامعة “انحرفت بالقانون وحاولت استغلاله لمنع هلال الشابة من الاستنجاد بهياكل التقاضي الدولية”، وأردف قائلا « هناك قضاة يكتبون أسماءهم من ذهب وآخرون يكتبون أسماءهم من نار »، في إشارةٍ إلى اللجان التي أصدرت العقوبات ضد فريقه.
أما رئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة محمد العربي، فأكّد، في تصريحٍ لبوابة تونس، أن إدارة هلال الشابة تجاوزت المقبول في منشوراتها على صفحتها الرسمية، وهي الفريق الوحيد الذي يسب الجامعة وبصفةٍ يوميةٍ تقريباً، وفق تعبيره.
كما أوضح أن القانون سيحسم كل المسائل بين الطرفين وأن رئيس هلال الشابة توفيق المكشّر حوّل الموضوع إلى خلافٍ شخصي.
تبعات خطيرة
بدأ الخلاف بين الجامعة وهلال الشابة يتطوّر وتظهر ملامح خطورته والبداية كانت مع احتجاج جماهير هلال الشابّة، منذ يومين، بغلق الطريق والتهديد بافتكاك حق الفريق بالقوة ضد رئيس الجامعة، خاصةً بعد العقوبات الأخيرة وتهديد النادي بعدم المشاركة في الموسم الجديد في حال عدم خلاص العقوبات المالية التي تجاوزت 180 ألف دينار.
بدوره المكتب الجامعي وعلى رأسه وديع الجريء، قد يواجه أصواتاً أخرى مساندة للشابة لعرقلة مساره في الترشّح لعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم. وهذه معركة ثانية سنتطرّق لها لاحقاً.

معتقلو 25 جويلية