أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر”، مساء أمس الأحد 21 ماي، فوز رواية “تغريبة القافر”، للشاعر الروائي العُماني زهران القاسمي، في الدورة السادسة عشرة من الجائزة 2023، وقيمتها 50 ألف دولار أمريكي (نحو 150 ألف دينار تونسي)، علاوة على تمويل ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية، بهدف الترويج لها في المستوى العالمي وتحقيق زيادة في مبيعاتها.
واختيرت رواية “تغريبة القافر” من قبل لجنة التحكيم من بين الروايات التي ترشّحت للجائزة في هذه الدورة باعتبارها أفضل رواية نُشرت بين 1 جوان 2021 و30 جويلية 2022، وجرى اختيارها من بين ست روايات في القائمة القصيرة لكتّاب من الجزائر، السعودية، العراق، عُمان، ليبيا، ومصر.
والكتّاب الذين ترشّحوا للقائمة القصيرة، هم؛ الصديق حاج أحمد، أزهر جرجيس، نجوى بن شتوان، ميرال الطحاوي، فاطمة عبدالحميد، وزهران القاسمي.
وتلقّى المرشحون الستة جائزة تبلغ قيمتها 10 آلاف دولار أمريكي (نحو 30 ألف دينار تونسي)، وجرى اختيار الرواية الفائزة من قبل لجنة تحكيم مكوّنة من 5 أعضاء، برئاسة الأديب والروائي المغربي محمد الأشعري، بعضوية كل من الأكاديمية والروائية المصرية ريم بسيوني، والجامعي والمترجم سويديتيتز روك، والكاتبة والأكاديمية العُمانية عزيزة الطائي، والروائية والباحثة والصحفية الجزائرية فضيلة الفاروق.
وتدور أحداث رواية “تغريبة القافر” في إحدى القرى العُمانية وتحكي قصة سالم بن عبدالله، أحد مقتفي أثر الماء، وتستعين به القرى في بحثها عن منابع المياه الجوفية.
وتقع أحداث الرواية في عالم الأفلاج، النظام الفلاحي لريّ البساتين، المرتبط بالحياة القروية في عُمان ارتباطا وثيقا والذي دارت حوله الحكايات والأساطير.
ويطرح الكاتب سؤالا مهما على القارئ، مفاده: ماذا لو أنّ هذه المادة التي تمنح الحياة للكائنات هي مصدر لموتها أيضا من خلال ندرتها أو فيضانها؟
وارتبطت حياة القافر منذ ولادته بالماء، فأمّه ماتت غرقا، ووالده طُمر تحت قناة أحد الأفلاج حيث انهار عليه السقف، وينتهي القافر سجينا في قناة أحد الأفلاج ليبقى هناك يُقاوم للبقاء حيا، وتُعيد رواية تغريبة القافر إلى الراوي وظيفته الأولى، وهي ريّ الناس وإشباع ظمئهم.
وزهران القاسمي شاعر وروائي عُماني، من مواليد دماء والطائيين، سلطنة عُمان، عام 1974. صدرت له ثلاث روايات قبل “تغريبة القافر”، هي؛ “جبل الشوع” (2013)، “القنّاص” (2014)، و”جوع العسل” (2017)، بالإضافة إلى عشرة دواوين شعرية و”سيرة الحجر 1″ (قصص قصيرة، 2009) و”سيرة الحجر 2″ (نصوص، 2011) وهو أول روائي عُماني يفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية، والرواية صادرة عن دار رشم في السعودية.
وتحدّث زهران القاسمي في حوار نُشر على موقع الجائزة العالمية للرواية العربية، مُشيرا إلى الحضور النسائي القويّ في روايته، قائلا: “المرأة تاريخيا هي من أنسنت البشر، هي من بدأت في التحوّل الحضاري وفي الزراعة، وكانت السبب في الكثير من التحوّلات التاريخية المهمّة، لذلك حاولت أن أركّز على ذلك في العمل، كيف أن المرأة هي سبب التحوّلات أيضا التي طرأت على الشخصية الرئيسة في الرواية”.