اعتبر الإعلامي والمدير التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيّين التونسيّين، أنّ ما صرح به قيس سعيّد في علاقة بالتلفزيون التونسي يمثّل منعرجا تاريخيا خطيرا لم يسبقه فيه أيّ مسؤول تونسي.
وقال بوكدّوس، في تدوينة نشرها، مساء أمس الاثنين 18 سبتمبر، على حسابه الشخصي بفيسبوك: “إنّ العمل على إعلام حكومي للدعاية والتضليل كان دأب كل الأنظمة السابقة ونجحت فيه، في كثير من الأحيان، لكن لم يسبق أن تم الترويج لذلك بتاتا من أعلى هرم السلطة بطريقة “انخراطية” فجة وغير مقبولة”.
وأضاف بوكدّوس: “أما ترتيب الأخبار فمن الضروريّ ألّا يكون مشغلا رئاسيا على الإطلاق، ولو أنّ خبر الحملات الأمنية باعتباره فعلا طبيعيا يوميا وضروريا لا يمكن أن يساوى إطلاقا بخبر ارتفاع الأسعار في دولة تتباهى بحماية الضعفاء والمفقرين والمفروزين اجتماعيا، وبالتصدّي للريع المالي والاقتصادي”.
وكان سعيّد، قد انتقد في مجلس وزاري مساء أمس الإعلام العمومي وما وصفه بـ”التعتيم” على جملة من الأحداث التي جدّت في الفترة الماضية، من قبل وسائل الإعلام التي قال عنها: “يفترض أنّها وطنية”، ملاحظا أنّ هذه الوسائل “تبدأ برامجها ونشراتها كلّ يوم بالحديث عن أزمات قد تكون موجودة ويمكن أن تكون من قبيل الخيال، لمزيد تأجيج الأوضاع داخل البلاد..”.
وفي هذا الصدد توجّه سعيّد باللوم إلى القناة الوطنية “لعدم حديثها عن العمليات التي تقوم بها القوّات الأمنيّة والعسكريّة والعمل غير المسبوق في تفكيك عديد الشبكات الإجرامية التي تتاجر بالبشر وبأعضاء البشر”، مشيرا إلى أنّ “كل هذا لا وجود له على الإطلاق في القناتين الوطنيتين الأولى والثانية، رغم أنّه تمّ وضع صور وفيديوهات على ذمة هاتين القناتين لكنها غابت عن نشراتهما الإخبارية”.
وأكّد أنّه سيتمّ “العمل على أن تكون هذه القنوات على الأقل وطنية.. حتى لا يتم التذرّع بوجود خط تحريري”، متابعا: “نحن نريد أن نُحرّر الوطن وعليهم أن ينخرطوا في عملية تحرير هذا الوطن، لا أن ينخرطوا مع الذين يريدون رهن الوطن وبيعه..”.