انتخب البرلمان التونسي، الاثنين 13 مارس، العميد السابق للمحامين إبراهيم بودربالة رئيسا للبرلمان، وذلك في الجلسة الافتتاحية.
وترشّح -خلال الجلسة الافتتاحية التي ترأّسها النائب صالح المباركي- لرئاسة البرلمان الجديد 8 نواب هم: إبراهيم بودربالة عن مبادرة” لينتصر الشعب”، والمستقلّون هشام حسني، فوزي الدعّاس، يسري البوّاب، ماهر القطاري، عبدالسلام الدحماني، شفيق زعفوري، والقيادي بحركة الشعب بدرالدين القمودي.
وأمس الأحد، قالت النائبة فاطمة المسدي في تصريح لراديو ديوان أف أم، إنّ بودربالة هو مرشّح كلّ الناشطين المناصرين لمسار 25 جويلية الّذين يعتبرونه الأجدر والأكفأ لقيادة المرحلة نظرا إلى تجاربه السياسية والإدارية، مضيفة أنّها ستقدّم ترشّحها لمنصب نائب رئيس المجلس في حال تمّ انتخابه.
والبرلمان الجديد منبثق عن الانتخابات النيابية التي جرت دورتها الثانية مطلع العام الحالي وعزف عن المشاركة فيها نحو 90% من الناخبين، في وقت تعلن المعارضة عدم اعترافها بالمؤسّسة التشريعية الجديدة واصفة إياها بـ”البرلمان الموالي للنظام”.
من هو بودربالة؟
العميد السابق للمحامين إبراهيم بودربالة، أصيل الحامّة من ولاية قابس، وُلد بنهج سيدي منصور بحيّ باب الفلّة بالعاصمة في 7 أوت 1952.
· درس بالمدرسة الابتدائية بمقرين الرياض ثمّ بمدرسة شوشة رادس حيث نال شهادة ختم الدروس الابتدائية، ونجح في مناظرة الدخول للتعليم الثانوي.
· بعد حصوله على شهادة الباكالوريا في جوان 1972، درس الحقوق بكليّة الحقوق والعلوم الاقتصادية.
· في جوان 1976 تحصّل على الإجازة.
· في السنة نفسها رُسِّم بجدول المحامين المتربّصين في 6 ماي 1977.
· اُنتخب عام 1979 عضوا بالهيئة المديرة لجمعية المحامين الشبّان.
· في 1983 اُنتخب رئيسا لجمعية المحامين الشبان.
· بعد صعوده إلى الترافع أمام محكمة التعقيب اُنتخب في 8 ماي 1987 عضوا بالهيئة القومية للمحــــامين.
· اُنتخب في 5 جويلية 1992 رئيسا للفرع الجهوي للمحامين بتونس.
· أعيد انتخابه في 1995 لعهدة ثانية امتدّت إلى سنة 1998.
· من 1998 إلى 2019 ترشّح إلى منصب عميد الهيئة الوطنية للمحامين دون انقطاع إلى أن حالفه الحظّ في المرّة الثامنة.
برلمان مُوالٍ للرئيس
عُرف عن بودربالة موالاته لمسار 25 جويلية، إذ تمّ تكليفه من قبل الرئيس قيس سعيّد برئاسة اللجنة الاقتصادية والاجتماعية حول مقترح دستور 2022.
وعلى عكس بقية رؤساء المنظّمات الوطنية الرافضة حوارا مشروطا مسبقا، دافع بودربالة عن مقترح الحوار الوطني الذي دعا إليه قيس سعيّد ويقوم على فرز سياسي يُقصي خصوم الرئيس.
وقال العميد في تصريح سابق، إنّ الحوار الوطني سيُقصي كلّ المعارضين لمسار 25 جويلية من منظّمات وأحزاب سياسية.
وأعلن بودربالة، عزمه على الترشّح أكثر من مرة.
وفي أكثر من مناسبة، أثارت تصريحات بودربالة -التي خالفت التوجّه العام لقطاع المحامين بانتصارها للسلطة القائمة على حساب تقاليد المهنة في الدفاع عن الديمقراطية والحقوق (قضية العميد الأسبق عبدالرزاق الكيلاني)- ردود أفعال مستهجنة.
وبعيدا عن اسم رئيس البرلمان، يقول محلّلون إنّ نواب البرلمان الجديد موالون للرئيس وداعمون لمساره ومشروعه السياسي، وإنّ اسم رئيس البرلمان لا يشكّل فارقا كبيرا على مستوى أعمال مجلس نواب الشعب.
ويعرض رئيس البرلمان على المجلس تكوين لجنة إعداد النظام الداخلي وفتح باب الترشّح لعضوية اللجنة المذكورة، ويتلقّى الترشّحات في الجلسة نفسها، ويعلن عنها ويعرض التركيبة على التصويت بالأغلبية المطلقة للأعضاء.
ويدعو رئيس المجلس لجنة إعداد النظام الداخلي للاجتماع مباشرة إثر الجلسة العامة الافتتاحية، ثم يعلن عن رفع الجلسة.
وبمقتضى دستور25 جويلية 2022، فإنّ دور البرلمان المقبل لن يشمل مراقبة عمل وقرارات الرئيس أو الحكومة، وستكون السلطة التنفيذية مسؤولة أمام قيس سعيّد فقط، كما ينصّ على صلاحية رئيس الجمهورية في تعيين رئيس الحكومة وسائر أعضائها وإنهاء عملهم.