اعتبر الناطق الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر، أنّ أوروبا استطاعت أن تحوّل تونس إلى سجن للمهاجرين واللاجئين، مبيّنا أنّ أوروبا صدّرت أزمتها إلى تونس وأنّ مشاكل لامبدوزا وغيرها مع المهاجرين “أصبحنا نعيشها في صفاقس وفي غيرها من المدن التونسيّة”.
جاء ذلك في تصريح خلال مؤتمر صحفي عقدته منظّمات حقوقيّة مهتمّة بقضايا الهجرة، صباح اليوم الجمعة 14 جويلية 2023 بمقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، وسلّطت من خلاله الضوء على ما وصفته بالوضعية الإنسانية الصعبة للمهاجرين في تونس.
وأشار بن عمر إلى تواطئ الدولة التونسية مع دول أخرى بعدم منع المهاجرين من دخول تونس مقابل منعهم من مغادرتها، مندّدا بغياب موقف واضح من الدولة إزاء الأطراف التي تسهّل تدفّق المهاجرين إلى تونس.
وأدان بن عمر في مداخلته ما وصفه بـ”السلوك الإجرامي” من بعض العصابات ضد المهاجرين خاصّة في ما يتعلّق بالأحداث الأخيرة في صفاقس، مطالبا بتسهيل عمل المجتمع المدني في مجال إغاثة المهاجرين واللاجئين.
وشدّد بن عمر على ضرورة تعزيز عمل مفوضية اللاجئين وتساءل في السياق ذاته عن مدى نجاعة دورها خاصة أمام تفاقم عدد اللاجئين بسبب النزاعات السياسية والأهلية وآخرها ما يحصل في دولة السودان، والذي تسبّب في ارتفاع عدد اللاجئين السودانيين في تونس، مطالبا، أمام هذا الوضع المعقّد والدقيق، بتوفير مراكز إيواء للاجئين والمهاجرين في كل ولايات الجمهورية.
وأشار بن عمر إلى المغالطات التي تقدّمها السلطة عندما تتمسّك بعدم اضطلاعها بدور حارس الحدود البحريّة لأوروبا، متسائلا: “السنة الفارطة تمّ منع 38700 مهاجر من الوصول إلى السواحل الإيطاليّة، من منعهم؟”، معتبرا أنّ هناك تناقضا بين الأقوال والأفعال.
وأعرب بن عمر في ختام كلمته، عن أسفه للدور السلبي الذي ستضطلع به تونس في المؤتمر الدولي حول الهجرة المنتظر عقده لغياب أيّ تصوّر أو رؤية تفصيليّة للدولة حول كيفيّة حلّ أزمة الهجرة غير النظاميّة، مشدّدا على أنّ المؤتمر سيكون مجرّد إضفاء مشروعيّة للسياسات غير الإنسانيّة للاتّحاد الأوروبي.