ثقافة

“بلاك آند وايت سيركوس”.. الجسد والرمز يلتقيان في الحمامات

في خامس سهرات مهرجان الحمامات الدولي في نسخته الـ57، قدّمت، مساء أمس الخميس 13 جويلية، الكوريغرافية التونسية نوال إسكندراني عرض “بلاك آند وايت سيركوس” (أسود وأبيض سيرك) الذي يجمع اختصاصات فنية مختلفة سخرّتها لطرح قضايا مجتمعية وثقافية وبيئية راهنة.

معتقلو 25 جويلية

والعمل، إنتاج مُشترك بين مسرح الأوبرا بتونس والفنانة نوال إسكندراني التي قامت بالتصميم والإخراج، لترسم معالم رحلة مثيرة امتدّت زهاء الساعة ونصف تبدّت فيهما عوالم فنية مختلفة تراءت بين ثناياها أحلام الشباب وشغفهم وهواجسهم، انتصاراتهم وانكساراتهم، آمالهم وآلامهم.

من ملحمة عشق عنتر وعبلة، استلهمت إسكندراني عرضها الأول الذي طرحت فيه قضايا اليوم في تماس مع يوميات التونسيين عموما، وفئة الشباب على وجه الخصوص، وهي القضايا نفسها التي تلقي عليها الكوريغرافية التونسية الضوء عادة.

وعلى إيقاع مقاومة مجموعة من الشباب لليأس تتواتر الأحداث في العرض، يتشبّثون بالأمل حينما يفشلون في مسابقة تلفزيونية للمواهب ويقتفون أثر حلمهم في تأسيس فرقة مستقلّة حتى صار حقيقة، وأطلقوا عليه اسم “بلاك آند وايت سيركوس”.

مرتكزةً على تجربة ثرية في عالم الرقص والكوريغرافيا، شكّلت إسكندراني ملامح عرض تماهت فيه الكوريغرافيا، والمسرح، وفنون السيرك، والسينما، والموسيقى، وبسطت أكثر من إشكاليّة بشاعرية موجعة.

على الخشبة تلاشت كل الحدود بين الفنون المختلفة وتنقّل بينها خمسة فنانين هم مريم بن حميدة، محمد غربي ضياء، مؤيد الغزواني، صبري رجب، وشرف الدين التاوريرتي، يمثّلون ويرقصون ويغنّون ويُعدّدون مشاكل المواطن عموما والفنان خاصة.

العنصرية، التمييز، معاناة الإنسان، عذابات الفنان، ومقاومة الطبيعة ضدّ ما كل ما يُسلّط عليها، مواضيع تطرّق إليها عرض “بلاك آند وايت سيركوس”، وتحوّلت معها الخشبة إلى مساحة للتعبير والاحتجاج والرفض على إيقاع هادر.

وبين المواضيع الشائكة والمتشعّبة تطلّ الصداقة، والعاطفة، والدعابة، والمحبة، لتمحي أثر الغضب والحنق على واقع صارت تفاصيله سوداوية.

وإلى جانب مرونة الفنانين على الخشبة وانسيابية أجسادهم، يُعدّ الديكور والموسيقى والأزياء عناصر لافتة في العرض الذي يُخاطب العقل والعاطفة وكل الحواس الإنسانية.

وبعد عرض” بلاك آند وايت سيركوس” سيكون لجمهور الحمامات موعد، الليلة الجمعة 14 جويلية مع موسيقى الراب في سهرة يُقدّمها “جنجون” و”كازو” أمام شبابيك مغلقة.

وتتوزّع بقية السهرات كالآتي:

15 جويلية: فرقة “مسار إجباري” من مصر.

16 جويلية: آنا كريسمان وآربا جوندا من إسبانيا.

18 جويلية: مسرحية “ما يراوش” لمحمد منير العرقي من تونس.

19 جويلية: العرض التونسي “وعد الثنايا” لوجدي الشريف ومهدي الطرابلسي وعبير دربال.

20 جويلية: عرض الثنائي الفرنسي-الكوبي إيبِ إي.

21 جويلية: عرض “أصوات الأسلاف” لكيني غاريت من الولايات المتّحدة.

22 جويلية: عرض الفنان الأردني عزيز مرقة.

23 جويلية: مروان خوري من لبنان.

24 جويلية: عرض مُشترك بين سليم عبيدة تحت عنوان “أسيميتري”، يليه عرض ثان لأمين المرايحي بمشاركة لين أديب من تونس.

25 جويلية: عرض “الخلد للفنان” لعادل بندقة من تونس.

27 جويلية: مسرحية “شوق” لحاتم دربال من تونس.

28 جويلية: عرض للفنان البلجيكي أوليفيي لوران تحت عنوان “برال”.

29 جويلية: عرض مُشترك بين الموريتانية نورة منت سيمالي والتونسي نضال اليحياوي.

30 جويلية: صابر الرباعي من تونس.

1 أوت: العرض الكوريغرافي “سلام” لعماد جمعة من تونس.

2 أوت: عرض الثنائي عماد العليبي وخليل الهنتاتي “فريقيا” من تونس، يليه العرض الجزائري الفرنسي “أسيد أراب” بمشاركة سفيان السعيدي.

3 أوت: عرض الفنانة المالية فاتوماتا دياوارا.

4 أوت: عرض “دنيا” للثنائي محمد علي شبيل ومحمد بن صالحة من تونس.

5 أوت: عرض “تجربة أداء” للسوري سامر محمد إسماعيل.

6 أوت: عرض مُشترك لبناني-تونسي لولاء الجندي بقيادة محمد الأسود.

8 أوت: عرض مسرحية “كاليغولا 2” لفاضل الجزيري من تونس.

9 أوت: عرض لآمال المثلوثي من تونس.

10 أوت: عرض الفنان مسلم من مصر.

11 أوت: عرض الثنائي كوين أوميغا ورويال سولز من ترينيداد وتوباغو.

12 أوت: (الاختتام): تكريم الأغنية النسائية التونسية بقيادة المايسترو يوسف بالهاني.