وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى كييف، اليوم الأربعاء 6 سبتمبر، في زيارة غير معلنة، حيث سيعلن عن مساعدة بقيمة أكثر من مليار دولار لأوكرانيا، بعد ليلة جديدة شهدت قصفا روسيا على هذا البلد. وهذه هي زيارته الرابعة للبلاد منذ بدء الغزو الروسي في فيفري 2022.
وتأتي زيارته في الوقت الذي أيّد فيه البرلمان الأوكراني، الأربعاء، بغالبية واسعة تعيين رستم أوميروف -وهو تتري من شبه جزيرة القرم- وزيراً للدفاع، وهو منصب رئيسي في المحادثات الرامية إلى تسليح أوكرانيا.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان، إنّ بلينكن سيُظهر التزام الولايات المتحدة الثابت بـ “سيادة وسلامة أراضي أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي”.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية خلال الرحلة إلى كييف: “نتوقع أن يعلن وزير الخارجية عن تمويل أمريكي جديد لأوكرانيا بأكثر من مليار دولار”.
وأضاف بيان وزارة الخارجية أنّ الدبلوماسي الأمريكي، سيلتقي بالرئيس فولوديمير زيلينسكي ووزير الخارجية دميترو كوليبا “لمناقشة الهجوم المضاد” الأوكراني الجاري، بالإضافة إلى “إعادة الإعمار” المستقبلي للبلاد، التي كانت من بين أفقر الدول في أوروبا قبل الغزو.
وفي كييف، توجّه بلينكن في الصباح إلى إحدى المقابر لوضع إكليل تكريما لذكرى الجنود الأوكرانيين الذين قُتلوا على الجبهة.
وقال مسؤول أمريكي، إنّ واشنطن ستواصل “جهودها” لكي يمتلك الأوكرانيون “ما هم بحاجة إليه في هذه المرحلة من المعركة”، في إشارة إلى الهجوم المضاد الذي أطلقته كييف منذ جوان ضد القوات الروسية التي تحتل حوالي 20٪ من الأراضي الأوكرانية في جنوب البلاد وشرقها.
وأضاف المسؤول نفسه: “إنها معدّات ليس فقط للضربات إنما أيضا من أجل تحقيق خرق فعلي لخطوط الدفاع التي أقامها الروس”، مشيراً إلى أن “الدفاع الجوي يبقى من أهم الأولويات”.
وأضاف قائلا: “حققت القوات الأوكرانية تقدّما لافتا في الجنوب خصوصا، لكن أيضا في الشرق في الأيام والأسابيع الماضية. لكنني أرى أن الأهم هو أن نحصل على تقييم حقيقي من الأوكرانيين أنفسهم”.
في المقابل، اتهم الكرملين الولايات المتحدة بـ”إبقاء أوكرانيا في حالة حرب”، وأكد أنّ المساعدة الأمريكية لا يمكن أن “يكون لها تأثير على نتيجة العملية العسكرية الخاصة”.
ووصل الوزير الأمريكي إلى كييف بعد ليلة جديدة من الضربات الروسية التي خلّفت قتيلاً في منطقة أوديسا، واستهدفت أيضا العاصمة الأوكرانية، حيث استمرّت صفّارات الإنذار التابعة للمضادات الجوية ساعتين عند الفجر.
وتعرّضت العاصمة لهجوم روسي استُخدمت فيه “صواريخ كروز”، وأخرى “بالستية على الأرجح”، وفق الإدارة العسكرية للمدينة، وتمكّنت من إسقاط جميع الصواريخ، بحسب المصدر نفسه.
غير أنّ حطام الصواريخ تسبّب في حريق كبير في فضاء تجاري قرب العاصمة، من دون وقوع إصابات، وفق السلطات.
وفي هذه الأثناء، أيّد البرلمان الأوكراني تعيين رستم أوميروف -وهو تتري من شبه جزيرة القرم- وزيراً للدفاع.
وأيّد 338 نائبا من أصل 450 تعيين أوميروف الذي اقترحه الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وكان أوميريوف البالغ 41 عاما يُدير حتى الآن صندوق ممتلكات الدولة المكلف بالخصخصة، وهو شخصية بارزة في الجالية التترية في شبه جزيرة القرم ومسلم متديّن يُعرف عنه حنكته التفاوضيّة، وحسّه العملي وتكتّمه، وله معارف مفيدة في العالم الإسلامي.