ثقافة

بعد غنائه مع فنان إسرائيلي: التونسي نعمان الشعري يدافع عن التطبيع تحت زعم “سلام الجيران”

لم يتردد الفنان والملحن التونسي نعمان الشعري في المجاهرة بالتطبيع الفني، والترويج له معتمدًا على منطق الإستبلاه، والمغالطة، والاستخفاف بوعي الجمهور والرأي العام في تونس.

لعله الاستنتاج الذي يختزل التصريحات التي أدلى بها الشعري، الأحد 13 ديسمبر على راديو “موزاييك”، في محاولة لتبرير تورطه في أداء أغنية مشتركة مع المغني الإسرائيلي زيف يحزقيل بعنوان “سلام الجيران”.

تصريحات الشعري لم تزد عن كونها محاولة تافهة لتعويم المفاهيم، والتعمية على تورطه في التطبيع المعلن مع الصهاينة فنيًا وتنظيميًا، من خلال ارتباطه بما يعرف “بالمجلس العربي للتكامل الإقليمي”، والذي خلع عليه لقب “فنان السلام” بعد أداءه  للديو المشترك “التونسي الإسرائيلي”.

المغني التونسي حاول الالتفاف على حقيقة انتماء الفنان الإسرائيلي الذي شاركه الغناء مدعيًا أن “زيف يحزقيل مغني عراقي يهودي وأمه مغربية، لكنه يعيش في إسرائيل ويحمل طبعًا جنسيتها”، حسب قوله .

إجابات الشعري كشفت أن تورطه في مشروع للتطبيع يتجاوز الجانب الفني، من خلال ارتباطه “بمجلس التكامل العربي الإقليمي” وهي هيئة تضم شخصيات عربية داعمة للتطبيع إلى جانب ناشطين أمريكيين وإسرائيليين، وتعمل على الترويج للانفتاح على الكيان الصهيوني، عبر مبادرات مختلفة فنية وثقافية، وكذلك على صعيد المجتمع المدني.

وبحسب ما ذكره الشعري فإن هيئة المجلس هي التي قامت بتمويل وإنتاج الأغنية التي أداها صحبة زيف يحزقيل.

الدفاع عن التطبيع الفني لم يكن كافيًا للشعري، لينطلق خلال الحوار في وصلة تبريرات سخيفة وترويج ضمني للتطبيع تحت شعارات التسامح والسلام، فضلًا عن ترديد عبارات من شاكلة “الفن مجال إنساني رحب بعيدًا عن المواقف السياسية”، قبل أن يضيف “شخصيًا لا اعترف بمصطلح التطبيع، باعتبار أن العلاقة بين البشر مهما كانت اختلافات الأديان أو الأفكار يجب أن تكون طبيعية”، في تبسيط ساذج لمفهوم التطبيع.

تصريحات المغني التونسي المثيرة للجدل لم تتوقف عند هذا الحد، إذ أقر بمشاركته في حفل فني داخل فلسطين المحتلة، بأحد المناطق القريبة من تل أبيب بمشاركة الفنان الصوفي احمد جلمام.

وبعيدًا عن ثقافة التسطيح، ودس السم بين شعارات “التسامح والسلام” التي رددها الشعري، فإن تصريحاته تكشف فصلًا جديدًا في سلسلة التطبيع الفني التي استقطبت في السابق عددًا من الفنانين التونسيين، والذين شاركوا في حفلات في فلسطين المحتلة، وأصبح بعضهم يتباهى علنًا بصداقاته وعلاقاته المتينة مع الإسرائيليين.