“سلاح ماكرون السري لهزيمة روسيا عسكريّا”.. مواقع التواصل تضجّ بالتعليقات حول تهديد الرئيس الفرنسي بالتدخّل في أوكرانيا
حفلت منصات التواصل الاجتماعي، بموجة سخرية من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد تصريحاته التي لوّح فيها بإمكانية “التدخّل العسكري مباشرة على الميدان في أوكرانيا لمنع روسيا من الانتصار”، وفق تعبيره.
واعتبر ماكرون، في مقابلة نشرتها صحيفة “لوباريزيان” مساء السبت، أنّ عمليات برية في أوكرانيا من جانب الأطراف الغربية والأوربية، “قد تكون ضرورية في مرحلة ما”.
وقال ماكرون في المقابلة التي أجراها عقب عودته من برلين، حيث التقى الزعيمين الألماني والبولندي: “ربما في مرحلة ما يجب أن تكون هناك عمليات على الأرض، أيّا يكن شكلها، لمواجهة القوات الروسية”.
وأضاف: “قوة فرنسا تتمثّل في أنّنا نستطيع فعل ذلك”.
ويرفض ماكرون استبعاد فكرة إرسال قوات برية إلى أوكرانيا، على الرغم من أنّ تصريحاته المتكرّرة حول هذا الموضوع أثارت مشكلات مع حلفاء باريس، في مقدّمتهم ألمانيا، كما قوبلت برفض من المعارضة في فرنسا.
واعتبر ماكرون أنّ روسيا لا تعدّ “قوة عسكرية عظمى”، قائلا: “يجب ألّا نستسلم للترهيب، نحن لا نواجه قوة عظمى، روسيا قوة متوسطة تمتلك أسلحة نووية، لكن ناتجها المحلي الإجمالي أقل بكثير من الناتج المحلي الإجمالي للأوروبيين، وأقل من الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا وفرنسا”.
“ماكرون بونابرت”
تصريحات ساكن الإليزيه الواثقة بشأن التدخّل العسكري المباشر في أوكرانيا بما تحمله من خطر جر بلاده إلى حرب مع روسيا، قوبلت بتعليقات ساخرة من عشرات المدونين والمغرّدين العرب والفرنسيين الذين سخروا من أوهامه بالانتصار على الدب الروسي.
ونشر حساب “أوبزرفر” -وهو ناشط يُعنى بالشأن السياسي والعسكري- صورة لماكرون بتسريحة الإمبراطور نابليون بونابارت وزيّه العسكري الشهير، مرفقا بتعليق ساخر يقول: “ماكرون سأقود أوروبا وسيكتب التاريخ عن فرنسا”.
صورة ماكرون على هيئة بونابرت تداولتها عديد الحسابات على تويتر، في إشارة ضمنية ساخرة من الرئيس الفرنسي الذي يفتقد إلى أيّ خلفية عسكرية، والساعي إلى “افتعال إنجاز سياسي للتغطية على إخفاقات سياساته الخارجية في إفريقيا”، حتى لو تطلّب الأمر خوض مغامرة عسكرية ضد روسيا التي عجز بونابرت بعبقريته العسكرية عن غزوها خلال القرن الـ19، وتعرّض لهزيمة مذلّة أدت إلى انهيار قواته.
وكتب حساب الأحداث الأمريكية في السياق نفسه تعليقا مرفقا بالصورة يقول: بوتين لماكرون: “لا تكن نابليون”! في إشارة إلى إصرار الرئيس الفرنسي الذي على تكرار خطإ التورّط في حرب غير متكافئة القوى ضد روسيا قد تنتهي بانكسار الجيش الفرنسي.
الرقص مع زيلينسكي
بدورهم، لم يوفّر الفرنسيون السخرية من رئيسهم الذين يوجّهون إليه انتقادات حادة، نتيجة سياساته الاقتصادية والاجتماعية المثيرة للجدل، ومواقفه الخارجية المنحازة بشكل شبه مطلق لكيان الاحتلال، والسائر في ركاب الإدارة الأمريكية في ما يتعلّق بالأزمة الأوكرانية.
وتفتقت قريحة أحد المدونين الفرنسيين على تركيب فيديو لماكرون على أجساد عدد من الراقصين من الشباب والنساء بأحد الملاهي الليلية في أواخر الثمانينات.
ويظهر ماكرون في الفيديو “المفبرك”، في وضعيات مختلفة وتسريحات غريبة بصدد التمايل والرقص على إيقاع إحدى الأغاني التي يقول مطلعها “سفر دائم حول العالم”، في إيحاء ساخر من تصريحاته التي تريد أن “تأخذ الجيش الفرنسي في رحلة للحرب” ضد روسيا.
وأرفق المدونون الفيديو بتعليقات متعدّدة على شاكلة: “ماكرون الذى يريد الحرب على روسيا”.
كما تضمّن الفيديو سخرية من الرئيس الأوكراني فلودومير زيلنسكي، عبر تقنية المونتاج نفسها من خلال تركيب ملامحه على أجسام بعض الراقصين، الذين يرتدون ملابس ضيّقة وعارية، ما جعله قابلا لعدة تأويلات من بينها أنّ الرئيسين يرقصان على “النغمة نفسها التي تروّج لهم هزيمة روسيا عسكريا”.
ونشر مغرّدون آخرون صورا مختلفة تصوّر أنف ماكرون طويلا على شاكلة شخصية “بينوكيو” الكارتونية، في تلميح إلى أنّ تصريحاته بشأن التدخّل مباشرة في أوكرانيا ماهي إلّا أكاذيب مع تعليق “ماكرون المجذوب”.
“الكانيش” في مواجهة الدب
ونشر حساب “البروفيسور” صورة كاريكاتورية لكلب من فصيلة “كانيش” المعروف بصغر حجمه كتب عليه ماكرون، وهو يقوم بالنباح على الدب الروسي، مرفوقا بالقول: “ماكرون يتهوّر بعد أن أغضبه بوتين”.
أما سيف فكتب: “علينا أن نشيد برغبة الرئيس الفرنسي في إثارة حرب عالمية ثالثة”.
أحد الحسابات الروسية الناشطة بالعربية تحت اسم الموجز الروسي، أطلق بدوره سلسلة تدوينات ساخرة من حديث ماكرون عن التدخّل العسكري لمنع موسكو من حسم المعركة ضد أوكرانيا فنشر صورة لمطرقة مطلية باللون الورد قائلا إنّها إحدى “الملفات المسرّبة لسلاح ماكرون السري”، الذي سيستعمله للانتصار في حرب أوكرانيا.