“ترامب شخص خطير للغاية ولا ينبغي أن يستمر في منصبه”، بهذه الكلمات أطلقت رئيسة مجلس النواب الأمريكي الديمقراطية نانسي بيلوسي دعوتها لعزل الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، مباشرةً بعد حادثة اقتحام أنصاره مبنى الكونغرس، في مشهد هزّ صورة الولايات المتحدة التي يصنّفها عدد من الخبراء كواحدة من أكبر الديمقراطيات التي تكرّس سلطة القانون وعلويته.
فترة ولاية ترامب لم يتبق منها إلا أياما قليلة، وعليه تسليم السّلطة، إلى الرئيس المنتخب جو بايدن يوم 20 جانفي (يناير) الجاري، لكن أحداث اقتحام الكونغرس وتعنّت ترامب عجّلا بالتّصويت على إجراءات عزله كي تتفادى الولايات المتّحدة أحداثًا مشابهة لحادثة اقتحام مبنى الكابيتول وفق ما صرّحت به نانسي بيلوسي، لكن ماهي الجدوى من عزل رئيس انتهت مهامه تقريبًا؟
إجراءات مستعجلة للعزل
أحالت رئيسة مجلس نانسي بيلوسي النواب الأمريكي لائحة عزل ترامب إلى مجلس الشيوخ فور التّصويت عليها وهذا يعني انطلاق عملية المحاكمة تحت إشراف رئيس المحكمة العليا، بالاطّلاع على الملفّ والنظر في الاتهامات التي وجّهها مجلس النّوّاب لتقرّر إمّا البراءة أو الإدانة مع تقرير العقوبات اللّازمة في شأنه.
إدانة ترامب تستوجب موافقة ثلثي أعضاء مجلس الشّيوخ وفق الدّستور الأمريكي، وفي العموم لا تتعدى الأحكام في هذه الحالة العزل من المنصب، ومنعه من تولي أي منصب شرفي يدر ربحًا في الولايات المتحدة.
المحاكمة ربما تمتد لأسابيع، ومن الصّعب تجميع أعضاء مجلس الشيوخ قبل 19 جانفي (يناير) الحالي وفق رئيس المجلس، وبالتّالي فإنّ المحاكمة لن تنطلق إلا بعد 20 من جانفي (يناير) موعد تنصيب الرئيس المنتخب، جو بايدن.
جدوى المحاكمة
محاكمة الرّئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب لا تهدف فقط إلى إزاحته من منصبه بعد تسببه في أحداث اقتحام الكونغرس، فقد رجّحت تقارير إعلامية أمريكية أنّ مجلس الشّيوخ ربّما يعقد تصويتًا آخر للمطالبة بعدم ترشح الرئيس الأمريكي مجدّدًا.
وكان ترامب قد أعلن نيته الترشح مرّة أخرى للرئاسة في انتخابات عام 2024.