بعد ضمان تأهل المنتخب التونسي إلى كأس العالم بقطر تداولت وسائل إعلام محلية وأجنبية ومواقع التواصل الاجتماعي أسماء لاعبين تونسيين من مزدوجي الجنسية ينشطون في أوروبا، كمرشحين لتعزيز تشكيلة النسور في الحدث العالمي. الأمر ليس بهذه البساطة لأنه جدل يتكرر قبل كل مسابقة كبرى، ويبدو أن الأسماء المتداولة سيُرفع في وجهها الفيتو من قبل طيف من الرأي العام الرياضي. لكن لماذا؟
هيثم حسن ويان فاليري وزكرياء العمدوني وإسماعيل الغربي وآخرون..لاعبون ينشطون في أوروبا يحملون الجنسية التونسية وجنسيات أخرى، يرشحهم كثيرون للانضمام إلى المنتخب التونسي رغم أنهم لم يستجيبوا لدعوات الجامعة التونسية لكرة القدم سابقا، أو تجاهلوها.
اللاعب يان فاليري محترف ساوثامبتون الإنجليزي رفض تمثيل تونس سابقا وطمح إلى اللعب مع المنتخب الفرنسي لكنه لم يُفلح في إقناع مدرب الديوك. ظهر فاليري ليلة تأهل تونس إلى المونديال وهو يشارك اللاعبين الاحتفال عبر نشر مقطع فيديو على انستغرام من داخل حجرات ملابس المنتخب التونسي.
اللاعب إسماعيل الغربي هو الآخر بقي ينتظر دعوة من منتخبي فرنسا أو إسبانيا لكنه لم ينجح في إقناع مدرب باريس سان جيرمان لتشريكه مع الفريق الأول، ها هي بعض الصفحات على فيسبوك تسوّق له كنجم قادر على مساعدة المنتخب التونسي.
أسماء عديدة أخرى أشهرها السويدي التونسي كريم مرابط الذي رفض اللعب مع المنتخب التونسي، والهولندي كريم الرقيق الذي مثل هولندا سابقا ويبدي رغبة الآن في اللعب مع النسور، إضافة إلى المصري الإسباني هيثم حسن في فياريال الإسباني وأسماء أخرى عديدة.
لا أهلا ولا سهلا
الصحفي والناقد الرياضي محمد أمين الكناني صرّح لبوابة تونس بأن أي لاعب جديد ينضم إلى المنتخب التونسي حاليا قبل المونديال لن يكون مرحبًا به من قبل زملائه وسيخلق توترا وحساسيات داخل المجموعة، لأنه سيفتك مكان لاعب آخر ساهم في ملحمة التأهل ويحلم بالمشاركة في البطولة، وفق تعبيره.
وأضاف الصحفي التونسي المقيم بألمانيا، أن اللاعب الذي رفض تونس سابقًا ويرغب في تمثيلها اليوم يبحث فقط عن مصلحته الخاصة ويريد لعب المونديال ليس حبا في تونس، حسب تعبيره.
من جهته، رفض اللاعب الدولي السابق للمنتخب التونسي أنيس العياري فكرة ضم لاعبين مزدوجي الجنسية في الوقت الحالي، وقال في تصريح لبوابة تونس: “كان على هؤلاء اللاعبين الترحيب بعرض الجامعة التونسية لكرة القدم واللعب للمنتخب قبل التأهل إلى المونديال”.
وأوضح العيّاري أن تعزيز المنتخب التونسي يجب أن يكون نسبيا بعنصر أو اثنين على أقصى تقدير، شرط ألا يكون اللاعب رفض اللعب لتونس سابقا. وقال العيّاري إن “اللاعبين التونسيين المحترفين في أوروبا لا يفوقون المحليين كثيرا على مستوى الإمكانيات أي أن الأسماء المتداولة لن يكون من بينها عصفور نادر سيصنع ربيع النسور في المونديال”، وذلك في إشارة إلى تواضع مستوى هؤلاء اللاعبين، حتى أن بعضهم لا ينشط في الأكابر مع ناديه.
دروس الماضي
الصحفي ورئيس تحرير قسم الرياضة بإذاعة شمس أف أم عبد الباقي بن مسعود، أفاد بوابة تونس بأن تجارب الجامعة التونسية لكرة القدم مع اللاعبين مزدوجي الجنسية تدفعها إلى أخذ العبرة ورفض كل من يعرض خدماته لتمثيل النسور قبل مونديال قطر.
وأضاف بن مسعود أنه على الجامعة أن تؤجل التفاوض مع هؤلاء اللاعبين إلى فترة ما بعد مونديال قطر، عندها مرحبا بهم إذا ما رغبوا في ارتداء القميص التونسي، حسب تعبيره.
وعاد عبد الباقي بن مسعود ليذكّر بتجربة استدعاء اللاعبيْن دافيد الجمالي قبيل مونديال ألمانيا عام 2006 ويوهان بن علوان خلال دورة روسيا السابقة . وقال إن تونس ساهمت في إثراء مسيرة الجمالي وبن علوان بمشاركة عالمية دون أن تستفيد منهما لتواضع إمكانياتهما.
وكان اللاعبان قد تجاهلا دعوات المنتخب التونسي سابقا، لكنهما قبلا اللعب مع النسور بعد التأهل إلى كأس العالم. وقال بن مسعود: “يجب أن يكون اختيار تونس اختيار القلب كما فعل اللاعب حنبعل المجبري لا أن يكون بدافع مصلحة خاصة”.
وأضاف بن مسعود أن اللاعبين الذين ساهموا في التأهل لهم الأولوية في التحول إلى قطر.
وعاد الصحفي الناقد الرياضي محمد أمين كناني ليتحدث عن تصرّف الجامعة التونسية لكرة القدم بشأن هذا الموضوع وقال: ” يجب أن تكون للجامعة وسائل ضغط وأساليب تفاوض جيدة عندما تتحدث مع هؤلاء اللاعبين حتى يمثل تونس فقط من يحبها”.
وأردف الكناني قائلا: “المفاوضون في الجامعة يجب أن تكون لديهم عزة نفس عندما يتحدثون مع هؤلاء اللاعبين”.
الجامعة توضح
ردا على الجدل المثار بشأن اللاعبين مزدوجي الجنسية، علّق رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجريء، مساء الإثنين 4 أفريل على قناة التاسعة، وقال إنه من غير المعقول أن نغلق الأبواب في وجه لاعبين قد يقدمون الإضافة إلى المنتخب.
واستشهد الجريء بعدة بلدان تمنح الجنسية للاعبين أجانب من أجل تمثيلها والرفع من مستوى منتخباتها، على غرار قطر حاليا، والمنتخب التونسي سنة 2004 عندما منح الجنسية التونسية للثنائي البرازيلي سيلفا دو سانتوس وجوزي كلايتون وكانت مساهمتهما واضحة في التتويج القاري.