أثار تداول فاتورة تابعة لرئاسة الجمهورية التونسية، السبت 24 سبتمبر/أيلول، على مواقع التواصل الاجتماعي، حالة من الجدل والسخرية، أعادت إلى الأذهان حادثة الأثاث الذي اقتنته مؤسسة الرئاسة سابقا بقيمة 130 ألف دينار بينه كرسي “لويس الخامس عشر”.
وأظهرت صورة متداولة بكثرة على فيسبوك، قيمة فاتورة اللحوم الحمراء المستهلكة من قبل الرئاسة التونسية، إذ بلغت تكلفة الاستهلاك (1.141.220000 دينار) أي أكثر من 346 ألف دولار.
توقيت الصورة
لاقت الصورة المتداولة استهجانا من قبل رواد مواقع التواصل، إذ أنّها تتزامن مع موجة غلاء غير مسبوقة رافقها شحّ في المواد الغذائية المعروضة أو اختفاؤها من السوق والمساحات التجارية كالزيت المدعم والسكر والحليب.
وتكافح تونس للتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي قبل نهاية الشهر المقبل قصد إقراضها 4 مليارات دولار لإنعاش ماليتها العامة التي توشك على الإفلاس، في ظل ارتفاع منسوب الاستياء من ارتفاع معدلات التضخم وغياب سياسة اقتصادية ومالية واضحة المعالم.
كما تأتي الصورة مع دعوات الفريق الحكومي لنجلاء بودن التونسيين إلى ترشيد الاستهلاك سواء في مادة السكر أو المعجنات كالخبز، بالإضافة إلى أنّها تتزامن مع توقعات بزيادات مرتقبة في مواد اللحوم الحمراء والدواجن، إذ أعلن مختصون في وقت سابق إمكانية وصول أسعار اللحوم إلى أكثر من 40 دينارا.
جدل واسع
وأحدثت صورة الفاتورة المتداولة على وسائل التواصل في تونس جدلا واسعا بين مستنكر وساخر من تكلفة اللحوم التي تستهلكها مؤسسة الرئاسة
وعلّق حساب صالح عمر على الفاتورة مقتبسا من مسرحية الفنان المصري عادل إمام، الزعيم قائلا: “الرئاسة تأكل بـمليار و141 مليونا لحما في الشهر، ناس عندهم لحمة يعزموا ناس عندهم لحمة، عشان ياكلوا لحمة”.
أمّا الصحفي التونسي كمال الشارني فدوّن على صفحته بمنصة فيسبوك الآتي: “قاروصهم في النار وهبرتكم (اللحم) في الجنة”، متابعا “القاروص بعشرة ملايين والهبرة الممتازة بمليار وميا، إذا حبوك ارتاح، لا تتعب ولا تشقى، وإذا كرهوك”.
واستعاد الشارني من خلال تدوينته الاتهامات التي طالت محمد المنصف المرزوقي زمن رئاسته للجمهورية باستهلاكه المفرط لسمك “القاروص”، ردّ عليها بعد خروجه من السلطة بأنّها أكبر عملية تضليل إعلامي في تاريخ تونس الحديث.
بدوره علّق المحامي مختار الجماعي على الصورة قائلا : “125 كلغ لحم أحمر يوميا في كرشو (بطنه)، هاي الزهومة (الوليمة) الصحيحة يا بو قلب، مليار لحم أحمر (بقري، علوش، برشني)”.
ووجه الجماعي جزءا من تدوينته إلى الموالين لقيس سعيد متسائلا: “ساكن قرطاج الأول (المرزوقي) قلتو عليه قرش (يأكل السمك)، وهذا (قيس) ماذا تقولن عنه؟ ذئب صيد (أسد)”.
أمّا حساب وسام السبيعي فعلّق على صورة فاتورة الرئاسة بالقول: ” صباح الزهومة (وليمة) والكرش (البطن) المحرومة، تقشف أكثر من هك؟”.
من جانبه، دوّن أيمن بن عمار تعليقا على كثرة استهلاك الرئاسة للحوم قائلا: ” يضحكون على المرزوقى “قاروص وحمص”، أكثر من مليار لحوم حمراء للقصر الرئاسى، يعني ما يقارب 150 كغ لحم في اليوم، يا سبحان الله اللحم متوفر فى قرطاج ومحتكر في البلاد”.
إلى ذلك، فإنّ فاتورة اللحوم وردت في موقع المرصد الوطني للصفقات العمومية التابع للدولة التونسية، ضمن طلب عروض من رئاسة الجمهورية تحت عدد (AO-29-2022) يتم تمويله من ميزانية الرئاسة.