بالاعتماد على مادة طبيعية تُنتجها بكتيريا الأمعاء المفيدة.. مرض تغيّر لون الجلد في طريقه للزوال
ظهر أمل جديد للأشخاص المصابين بمرض تغيّر لون الجلد، أو المعروف بالبهاق.
وثبت أنّ العلاج الجديد يعمل بشكل رائع على الفئران المصابة بهذا المرض، ويعتمد العلاج على مادة طبيعية تُنتجها بكتيريا الأمعاء المفيدة.
وفي الاختبارات المعملية التي أجريت على الفئران المصابة بالبهاق، بجامعة نورث وسترن الأمريكية تلقّت مجموعة واحدة من القوارض حقن EPS أسبوعيّا لمدة إجمالية 18 أسبوعا، بينما تُركت مجموعة التحكّم دون علاج.
وعلى الرغم من عدم وجود تغيير في مجموعة التحكّم، فقد انخفض فقدان الصبغة على ظهور الفئران المعالجة بـEPS في النهاية بنسبة مذهلة بلغت 74٪.
وأظهر تحليل الأنسجة أنّه في جلد الفئران المعالجة، كان هناك انخفاض بنسبة 63.6٪ في الخلايا التائية السامة للخلايا، والتي تقتل الخلايا الصبغية.
وفي الوقت نفسه، كانت هناك زيادة بمقدار 1.7 ضعف في الخلايا التائية التنظيمية التي تحمي الخلايا الصبغية.
وتقول البروفيسورة كارولين لو بول، الباحثة الرئيسية في الدراسة: “كانت النتائج في النموذج البحثي مذهلة”.
وتسترسل: “تبيّن أنّ إعطاء مركب ميكروبي أسبوعيا للفئران المعرضة للبهاق أدّى إلى قمع تطوّر المرض بشكل كبير. لقد أحدث فرقا مذهلا في نموذج عدواني للمرض”.
وستركّز الأبحاث الإضافية على تقييم مدى فعالية العلاج على البشر، ومدة استمرار التأثيرات.
ويمكن أن يتمّ إعطاء EPS في نهاية المطاف في شكل مرهم أو مادة مضافة للطعام، ممّا يوفّر على المرضى الحقن الأسبوعية.
والبهاق هو حالة من أمراض المناعة الذاتية، حيث يتمّ قتل الخلايا المعروفة باسم الخلايا الصبغية في مناطق معينة من الجلد.
وتُنتج الخلايا الصبغية الميلانين، وهي المادة التي تُعطي الجلد تصبّغه.
لذلك، مع توقّف عمل هذه الخلايا، يفقد الجلد المصاب لونه الطبيعي.
والنتيجة هي بقع من الجلد تبدو مبيضة ليست ضارة، لكنها تؤثّر على مظهر الشخص.
وعلى الرغم من وجود علاجات على غرار الكريمات الستيرويدية، إلّا أنها لا تعمل بشكل جيد على الجميع، بالإضافة إلى أنها ربما يكون لها آثار جانبية غير سارة.
وأشارت الدراسات الحديثة إلى أنّه في الأنسجة المصابة بالبهاق، يكون هناك خلل في مجتمع الأنواع المختلفة من الميكروبات، التي تسكن الجلد بشكل طبيعي.
وبشكل أكثر تحديدا، يوجد نقص في البكتيريا الحيوية المفيدة، التي تحمي الخلايا الصبغية، في حين توجد وفرة من البكتيريا الضارة.
ومع وضع هذه الحقائق في الاعتبار، نظر العلماء من جامعة نورث وسترن إلى بكتيريا Bacillus subtilis الحيوية، ويُشار إليها أيضا بالبكتيريا العضوية الرقيقة، التي توجد في الأمعاء وفي التربة.
واستخدم الباحثون نسخة معدلّة من الميكروب لإنتاج كميات أكبر من المعتاد من الجزيئات النشطة بيولوجيا والمعروفة باسم exopolysaccharides، والتي تسمّى اختصارا EPS، كانت هذه المواد معروفة بالفعل بتقليل الاستجابات المناعية غير المرغوب فيها.
وكالات