في واقعة جديدة قد تثير مزيدا من الجدل حول التمييز المؤسّساتي المتفاقم ضدّ المسلمين في فرنسا، نشرَ موقع “ميديا بارت” الإخباري الاستقصائي تقريرا عن رفض مسؤولي شرطة باريس قبول مواطن مسلم بأكاديمية الشرطة، بسبب أثر السجود على جبهته.
وحسب التفاصيل التي نقلها كلّ من الموقع الفرنسي والجزيرة، فإنّ محافظة شرطة باريس علّلت رفضها قبول كريم بسلك الشرطة بأثر الصلاة على جبهته، والذي يتناقض مع “واجب الحياد لدى عناصر الأمن كما يشير إلى ميول انعزالية محتملة”، حسب مزاعمها.
وتحدّث كريم -وهو فرنسي مسلم- لموقع ميديا بارت، مشيرا إلى تقدّمه سنة 2020 إلى مناظرة لدخول أكاديمية الشرطة، وبعد اجتيازه جميع الاختبارات بنجاح، بقيت أمامه المقابلة الشخصية للحصول على موافقة المحافظة، إلّا أنّه فوجئ برفض طلبه بعد عدّة أشهر.
وكشف كريم أنّه خلال مقابلته مع ضابط الأمن، تمّ سؤاله عن البقعة الموجودة على جبهته، ليوضّح أنّها ناتجة عن أثر الصلاة، باعتباره “يؤدّي صلواته منذ المدرسة الثانوية”.
رسالة الرفض من إدارة محافظة شرطة باريس تضمّنت عبارات فضفاضة ومبهمة عن واجب عدم الحياد، ما دفع كريم إلى طلب توضيحات إضافية قبل أن يتمكّن بعد جهود مضنية من لقاء محافظ شرطة باريس بشكل شخصي، الذي أكّد له أنّ البقعة الموجودة على جبهته هي سبب الرفض، مما جعله يطعن في القرار أمام المحكمة الإدارية.
تقرير الشرطة الذي علّلت به رفضها للشاب الفرنسي المسلم والذي قدم للمحكمة الإدارية، زعم أنّ وجود أثر السجود على جبهة كريم، والذي لا يستطيع إخفاءه، يشكّل مظهرا واضحا لمعتقداته الدينية، ويكشف عن خطر محتمل للفكر الانعزالي”.
يشار إلى أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد هاجم ما وصفه بخطر “الانعزال الإسلامي” على الجمهورية الفرنسية، عقب جريمة ذبح المدرّس صامويل باتي في أكتوبر 2020، معلنا عن إجراءات لتعزيز قيم الجمهورية ومواجهة الفكر المتطرّف.
قرار المحكمة الإدارية مثّل بدوره مفاجأة بعد قبولها تبريرات شرطة باريس، وهو ما اعتبره موقع ميديا بارت “تصرّفا تمييزيّا محضا باعتبار أنّ السبب الوحيد لمنع كريم من دخول الشرطة هو التزامه بتعاليم دينه”.
فريق الدفاع القائم بالدعوى قدّم طعنا لدى محكمة الاستئناف الإدارية، وإلى هيئة الدفاع عن الحقوق، من أجل رفع الحظر عن موكلهم كي “يصبح ضابط شرطة”، ولـ”حماية حقوق المسلمين الذين يتعرّضون للتمييز لمجرّد أنّهم يمارسون شعائرهم”، وفق تصريح كريم للموقع الفرنسي.