تعمل السلطات السعودية منذ فترةٍ على تغيير سياستها تجاه غير المسلمين وخاصةً اليهود، حيث بادرت بإجراء تعديلاتٍ على المناهج التعليمية التقليدية التي كانت تهاجم اليهود بأوصاف ونعوت تمييزية تحقيرية.
لكن في الفترة الأخيرة تأخر الخطاب السعودي بشكل جذري، إذ تسعى الحكومة السعودية إلى منع إهانة اليهود والمسيحيين في المساجد” بعد أن كان الخطاب المعادي لليهود شائعاً في صلاة الجمعة من قبل الأئمة، وفق ما نقله موقع “عرب 48” عن المُحلّلة السعودية نجاح العتيبي.
وفي هذا السياق، جاءت خطبة رجل الدين الأول في المملكة عبد الرحمان السديس الشهر الماضي، والتي دعا فيها إلى التعايش مع غير اليهود واستشهد بتعامل الرسول محمد، عليه الصلاة والسلام، مع غير المسلمين.
وجاءت زيارة حاخامٍ يهودي فيفري الماضي إلى الرياض لأول مرّةٍ في التاريخ، وعرض فيلمٍ سينمائي عن الهولوكوست في المملكة، في إطار تغيير السعودية سياستها تمهيداً لتغيير التصورات العامة عن اليهود في المجتمع السعودي الذي لم يقبل فكرة التطبيع مع إسرائيل في آخر استطلاع رأي “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” حيث لم يوافق على التطبيع إلاّ 9٪ من السعوديين.
لكن تظهر نية السعودية في السير نحو التطبيع من خلال الترويج الإعلامي لفكرة التعايش مع اليهود. ونشرت صحيفة “عرب نيوز السعودية”، منذ أيام، تحيةً باللغة العبربة، عبر حسابيها على تويتر وفايسبوك، بمناسبة رأس السنة اليهودية الجديدة.
وكانت وسائل إعلامٍ سعودية باركت اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين، في وقت كشفت فيه صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن خلافٍ حاد داخل البيت الملكي السعودي بين العاهل الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان بخصوص التطبيع، مرجحة ألا يتمكن ولي العهد من التطبيع مع إسرائيل ما دام والده على قيد الحياة.
وقالت وول ستريت جورنال في عددها الصادر يوم 18 سبتمبر إن العاهل السعودي صُدم بشدة خلال إجازته، عند إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم 13 أوت عن توقيع إسرائيل والإمارات اتفاق تطبيع كامل.
كل هذه التحركات تعكس رغبة في التقرّب من إسرائيل، لكن موعد إعلان التطبيع رسمياً، يبقى مسألة وقت لا غير وهو مرتبط بقبول الشعب السعودي الفكرة من عدمه.
باحثة سعودية: أغلبية السعوديين يعارضون التطبيع
