عقب الانتخابات الأخيرة التي شهدتها الغابون والتي فاز على إثرها الرئيس علي بونغو بولاية ثالثة، أعلن ضباط من الجيش الأربعاء 30 أوت إطاحتهم بالنظام، رافضين نتائج الانتخابات ومعلنين تأسيس “لجنة المرحلة الانتقالية وإعادة المؤسسات” بهدف “الدفاع عن السلام من خلال إنهاء النظام القائم”.
وقال ضباط ظهروا على شاشة قناة جابون 24 التلفزيونية، إنهم يمثلون جميع قوات الأمن والدفاع في الدولة الواقعة في وسط إفريقيا وأعلنوا إلغاء نتائج الانتخابات وإغلاق جميع الحدود حتى إشعار آخر، إلى جانب حل مؤسسات الدولة.
ووفق تقارير دولية، يتنامى الاستياء من حكم عائلة بونجو القائم منذ 56 عاما في الغابون العضو في منظمة أوبك.
ونشبت اضطرابات شابها العنف بعد فوز بونجو في انتخابات 2016 كما تم إحباط محاولة انقلاب في 2019 بعد أشهر من إصابة الرئيس بجلطة وهو في الخارج مما أثار الشكوك حول قدرته على القيام بمهام الحكم.
ويقول مراقبون إنه منذ استقلاله في 17 أوت 1960 عن فرنسا، مرّت الغابون بعدد من الأحداث المفصلية التي شكلت محطات رئيسية في تاريخ الدولة الغنية بالنفط منها:
في ما يلي 10 تواريخ شكلت لحظات مفصلية منذ استقلال الغابون حتى هذه اللحظة. 

الاستقلال 1960

استقلت الغابون عن فرنسا في 17 أوت 1960، وانتخب ليون مابا رئيسا للبلاد في فيفري التالي. وبعد ثلاث سنوات، أُطيح به في انقلاب، قبل أن يُعاد إلى منصبه بعد تدخل عسكري من فرنسا.

1967.. بداية عهد بونغو

توفي مابا عام 1967 وخلفه نائبه ألبرت برنارد بونغو البالغ من العمر 31 عامًا وهو رابع أصغر رئيس إفريقي في ذلك الوقت.
أنشأ بونغو دولة الحزب الواحد التي تحكم بقبضة حديدية وتستفيد من استغلال النفط واعتنق ألبرت برنارد بونغو الإسلام أثناء زيارته ليبيا عام 1973 وغير اسمه إلى عمر بونغو.
وبصفته المرشح الوحيد، تم انتخابه رئيسًا في الأعوام 1973 و1979 و1986.
في عهده، تم اعتماد نظام متعدد الأحزاب بعد الاضطرابات الاجتماعية وأعمال الشغب في 1990، لكن بونغو فاز في الانتخابات في 1993 و1998 و2005.
وكان للغابون في عهد بونغو الأب علاقة خاصة مع فرنسا وتقع في نطاق Françafrique، وتحتوي أراضيها على خمس نسبة اليورانيوم في العالم، بخلاف الحديد والمنجنيز والأخشاب والنفط.
 وسبق وقال بونجو في حوار: “الغابون دون فرنسا مثل سيارة بلا سائق، وفرنسا دون غابون مثل سيارة بلا وقود”.

2009.. من الأب إلى الابن

توفي بونغو في جوان 2009 وبعد انتخابات مثيرة للجدل في أوت، أدى أحد أبنائه، علي بونغو، اليمين الدستورية في أكتوبر رئيسا رغم طعن المعارضة والاحتجاجات القاتلة التي عرفتها البلاد.
وولد علي بونغو باسم ألان برنار بونغو في الكونغو برازافيل المجاورة في فيفري 1959 نُصّب في 1981 وزيرا للخارجية مدة 3 سنوات ثم وزيرا للدفاع وهو المنصب الذي احتفظ به 10 سنوات.
2014.. اضطرابات اجتماعية

اندلعت أعمال العنف في 2014 بين أنصار المعارضة وقوات الأمن، خلال مظاهرة محظورة تطالب بتنحي بونغو.

2016.. اضطرابات ما بعد الانتخابات

جرت انتخابات 2016 في مناخ داخلي متوتر إذ واجهت الحكومة جبهات مختلفة، الإضرابات ومشاكل الميزانية وانخفاض أسعار النفط.

المنافس الرئيسي لبونغو حينها كان زعيم المعارضة جان بينغ، وهو دبلوماسي مخضرم ترأس ذات يوم مفوضية الاتحاد الإفريقي وشغل مناصب عليا في الأمم المتحدة.

مع فوز بونغو بتلك الانتخابات، اندلعت موجة هائلة من أعمال العنف المميتة.

2018.. السكتة الدماغية

أصيب بونغو بسكتة دماغية في أكتوبر 2018 أثناء وجوده في المملكة العربية السعودية وتم نقله إلى المغرب لتلقي العلاج حيث أمضى فترة نقاهة طوال عدة أشهر.

2019.. انقلاب فاشل

في السابع من جانفي 2019، نفذ جنود منشقون محاولة انقلابية فاشلة، مستفيدين من غياب بونغو.

2022.. اتهام تسعة من أبناء بونغو

في الفترة من مارس إلى جويلية 2022، اتهم القضاء الفرنسي تسعة من أبناء عمر بونغو بالفساد، بما في ذلك اختلاس الأموال العامة المتعلقة بالأصول المكتسبة في فرنسا.
وتبين حينها أن العائلة تمتلك أصولا تقدر قيمتها بـ85 مليون يورو في فرنسا.

2023.. دستور جديد

في أفريل 2023، صوت البرلمان الغابوني على تعديل الدستور وتقليص فترة ولاية الرئيس من سبع إلى خمس سنوات.

وانتقدت قطاعات من المعارضة التغييرات، معتبرة أنها وسيلة “لتسهيل إعادة انتخاب” بونغو.

2023.. انقلاب ما بعد الانتخابات

أعلن ضباط عسكريون الأربعاء 30 أوت 2023 أنهم أطاحوا بالحكومة في انقلاب واضح، بعد إعلان فوز الرئيس علي بونغو في انتخابات متنازع عليها بنسبة 64.27% من الأصوات.
إلى ذلك، ينتقد معارضون حكم عائلة بونجو إذ يقولون إنها أخفقت في توجيه ثروات البلاد النفطية والثروات الأخرى للتنمية بينما يعيش نحو ثلث السكان في فقر.
وخلال سنوات حكمه الـ14 واجه بونغو وعائلته اتهامات بالفساد وتحويل البلاد إلى “نظام لصوصي” قائم على نهب الثروات الطبيعية والنفطية وإدارة موارد البلاد كأنها ممتلكات خاصة.