أعاد قرار الحكومة الفرنسية حظر العباءة في المدارس، الانقسامات داخل المعارضة اليسارية إلى دائرة الضوء خاصة المتعلقة منها بالعلمانية، فبينما رحّبت قُوى بالقرار، أعلن اليسار المتطرّف، الثلاثاء 29 أوت، عن طعنه في القرار أمام القضاء.
قرار وزير التربية الوطنية غابرييل أتال شكّل محور انقسام جديد داخل أحزب اليسار الفرنسي، التي تعاني أصلا من عديد الخلافات السياسية والانتخابية السابقة.
ومنذ الائتلاف الانتخابي الذي شكّله اليسار الفرنسي في الانتخابات التشريعية العام الماضي، عانى هذا الفصيل السياسي من عدّة خلافات كان آخرها تشكيل قائمة مشتركة للانتخابات الأوروبية المقرّرة في جون 2024.
وكان نواب الحزبين الاشتراكي والشيوعي الفرنسي، قد أعلنا موافقتهما على حظر العباءة في المؤسّسات التربوية تجسيدا لمبدإ “علمانية الدولة”.
في المقابل، انتقدت الأحزاب البيئية القرار، معتبرين أنّه يشكّل “وصمة”، فيما وصفه حزب “فرنسا الأبية” الراديكالي بكونه “قاسيا ومعاديا للإسلام”.وأعلن النائب عن الحزب مانويل بومبار عن عزمه على اللجوء إلى مجلس الدولة، أعلى محكمة إدارية فرنسية، للطعن في القرار، مبيّنا أنّ حظر العباءة “يثير المخاوف وسيعتبر تمييزا في حقّ الطالبات المسلمات”.بدوره، أعرب زعيم الحزب والمرشّح الرئاسي السابق جون لوك ميلانشون، عن “حزنه لتعرّض العودة المدرسية إلى الاستقطاب السياسي عبر حرب دينية جديدة سخيفة ومصطنعة حول لباس نسائي”.أما الأمينة العامة للكونفدرالية العامة للشغل “سي جي تي” صوفي بينيه، فقد حاولت اتّخاذ موقف متوزان بالدعوة إلى “وضع قواعد واضحة للطواقم التعليمية”.وحذّرت بينيه من أنّه “كلّما مارسنا منعا على هذه العلامة الدينية أو تلك، نشهد تزايد حضورها”.من جانبه، يرى يانيس رودر مدير مرصد التعليم في مؤسّسة جان جوريس الفكرية اليسارية أنّ “العباءة عبارة عن ثوب يستجيب لإملاءات دينية، وارتداؤها يعني تحديد الانتماء ولا سيما المجتمعي”.ويرى يانيس رودر أنّ “الظاهرة محصورة ببعض المدارس والأحياء، لكنّ العباءة أصبحت منتشرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي”.وكان المجلس الفرنسي للدين الإسلامي قد أصدر توضيحا في جوان الماضي، أكّد خلاله أنّ العباءة “ليست علامة دينية إسلامية”.ووفق القانون الصادر في مارس 2004، فإنّه “يحظر على الطلاب في المدارس العامة والكليات والمدارس الثانوية ارتداء العلامات أو الملابس التي تُظهر انتماءهم الديني”.وحسب معطيات رسمية صادرة عن وزارة التربية الوطنية في فرنسا، فإنّ ارتداء العلامات والملابس التي تتعارض مع قيم العلمانية في المدارس ارتفع بنسبة تجاوزت الضعف خلال العامين الأخيرين.