رياضة

انتخابات الكاف بين الجريء وبوشماوي.. الصراع يشتد واسم تونس في الميزان



الحال في تونس مختلف، التنافس بين طارق بوشماوي، عضو المكتب التنفيذي للكاف، ووديع الجريء رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم، بدا معلناً ومكشوفاً. الأوّل يستهدف الرئاسة والثاني يريد أن يصبح عضواً، وبين الطموحين المشروعين هناك مصلحة تونس، فأي السبل للحصول على أفضل تمثيليةٍ تونسيةٍ في المؤسسة القارية؟. 
طموح مشروع
 يتمتّع طارق بوشماوي، صاحب الـ 54 عاماً، بخبرة 18 سنة من التسيير الرياضي الدولي، شغل عديد المناصب في الاتحاد الإفريقي وأصبح عضوًا في الاتحاد الدولي فيفا منذ 5 سنوات. يقول إنه اكتسب الخبرة اللازمة واطّلع على دواليب الأمور من الداخل وكوّن شبكة علاقات مهمة تُؤهّله ليكون رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم وقد حان الوقت لذلك لأن الفرصة تاريخية ومناسبة، وفق قوله.
أما وديع الجريء،  48 سنة، فقد أفصح عن رغبته في الترشّح وقال: لدي الخبرة الكافية في التسيير، من بينها 8 سنوات في إدارة الكرة التونسية، استأنس في نفسي الكفاءة لخدمة تونس من موقعٍ أعلى.
الحكم بيد وديع
يتمتّع وديع الجريء بأسبقية التحكّم في ترشّح طارق بوشماوي من عدمه، فهذا الأخير لا يمكنه الترشّح إلا بتزكية الجامعة التونسية لكرة القدم وهنا دعا الجريء إلى دعمه والتراجع عن عضوية الكاف لأن القوانين تمنع ترشّح رئيس وعضو من نفس البلد.
غموض بوشماوي وتأخّر موقف الجامعة
استغرب الصحفي بموقع آخر خبر طارق العصّادي، في تصريح لموقعنا، غموض طارق بوشماوي وعدم طرح الموضوع رسمياً أمام المكتب الجامعي والحصول على الموقف النهائي من المعني بالأمر. وتساءل أيضا عن صمت الجامعة وعدم إفصاحها عن القرار بشأن تزكية بوشماوي من عدمها.
كما انتقد العصّادي التعاطي الإعلامي السلبي مع الموضوع من خلال اصطفاف بعض المؤسّسات إلى جانب طرف على حساب آخر وهو ما قد يُعسّر الوصول إلى حلّ ودّي.
المصلحة تقتضي ترشيح بوشماوي
يقول رئيس اللجنة الوطنية الأولمبية محرز بوصيان، لبوابة تونس، مصلحة تونس تتجاوز الطموحات الشخصية للطرفين وتقتضي ترشيح طارق بوشماوي وتنازل وديع الجريء لأن حظوظ الأوّل أوفر للفوز بمقعد الرئيس وهذا يعتبر انتصاراً لتونس.
وأشار بوصيان إلى أن منصب رئيس الكاف أهم بكثير من العضوية ويجب أن نتمسّك بفرصة قيادة الكرة الإفريقية لتطوير اللعبة لخدمة منتخباتنا وأنديتنا.
من جهته، أكّد وزير الرياضة الأسبق صابر بوعطي في تصريحٍ لموقعنا، على ضرورة استغلال حظوظ طارق بوشماوي للفوز وهي فرصة لا تسنح كثيراً أمام تونس، مشدّداً على الأهمية البالغة لمنصب رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم على المستوى الدولي ويدخل في سياق الديبلوماسية الرياضية.
أين الدولة التونسية؟
أمام تمسّك كل طرفٍ بحقه في الترشّح يُجمع المتابعون على ضرورة تدخّل الدولة لحسم الجدل لمصلحتها، حيث قال صابر بوعطي إن وزارة الرياضة والحكومة يجب أن تنزل بكل ثقلها ليصبح رئيس الاتحاد الإفريقي تونسياً لأن المسألة ديبلوماسية بالأساس ومثل هذه الفرص تُباع وتشترى في الكواليس.
بدورة حمّل رئيس اللجنة الوطنية الأولمبية السلطات العليا للدولة مسؤولية النتيجة النهائية، مشدّداً على ضرورة اختيار الحكومة المنصب الذي يخدم البلاد أكثر وممارسة سلطتها واتخاذ القرار المناسب بعيداً عن المصالح الضيقة للمترشحين.
وكانت وزارة الشباب والرياضة منذ شهر قد عبّرت على دعمها لترشّح طارق بوشماوي لرئاسة الكاف واستعدادها توفير كل متطلبات النجاح، لكنها لم تُفصح عن موقفها من تنافسه مع وديع الجريء. وقد اتصلت بوابة تونس للحصول على تصريح سلطة الإشراف في هذا الشأن ولم تتلقى الرد.
هل تُحسم بصفقة؟
في ظلً هذا الجدل، لم يستبعد طارق العصّادي، حلاً توافقياً ومبادرةً فرديةً من الطرفين لحل الإشكال ودّياً، كأن يتنازل وديع الجريء ويُغلّب المصلحة العامة ويفتح الطريق أمام صديقه طارق بوشماوي لدخول معركة رئاسة الكاف.
في المقابل، قد يُقدّم بوشمّاوي ضماناتٍ للجريء خلال المواعيد الانتخابية القادمة في الاتحاد الإفريقي ويسهّل الطريق أمامه لبلوغ طموحه.

قبل أقل من شهرٍ على غلق باب الترشّحات وأمام تشبّث طارق بوشماوي ووديع الجريء بأحقيتهما في الترشّح لرئاسة الكاف أو عضوية مكتبه التنفيذي، يأمل المتابعون تغليب مصلحة البلاد وأن تدعم الدولة المنصب والبرنامج الانتخابي الذي يخدمها أكثر ويساهم في الدفاع عن مصالح الكرة التونسية.