ثقافة

الناشرة حذام خريّف لبوابة تونس: الكتب الموازية عبء على دور النشر

صابر بن عامر

تُعاني دور النشر في تونس العديد من المشاكل، أبرزها تذبذب الدعم على الورق، وغياب القارئ في زمن هيمنة الديجيتال، وغيرها من الإكراهات..

بوابة تونس تحدّثت إلى  الناشرة حذام خريّف، وطرحت عليها سؤال: هل لا بدّ من طباعة الكتب المدرسية الموازية كي يتمكّن الناشر من تغطية مصاريفه؟

فأجابت سليلة آل خريّف: “الكتاب الموازي، لا يتسنى لكلّ دور النشر العمل عليه، نظرا إلى تكلفته العالية، وحتى تحقّق دار النشر الربح، وجب سحب كميات كبيرة، وبالتالي توفير مراكز توزيع كثيرة، وسياسة تسويقية مُبتكرة”.

وتسترسل: “في السنوات الأخيرة تعوّد الجمهور على عناوين محدّدة صار يطلبها بعينها، وإصدار كتاب مواز لدور نشر جديدة يعدّ مغامرة محفوفة بالمخاطر، فهي لوحدها التي تتحمّل تكاليف عملية النشر من التدقيق وصولا إلى الطباعة، وهو أمر مكلف جدا”، وفق توصيفها.

وعن المعوّقات التي يُواجهها القطاع، تقول صاحبة “دار خريّف” للنشر: “حلّت تونس في المرتبة الثانية إفريقيا بعدد الكتب المنشورة، والدولة العربية الوحيدة في قائمة الدول الأكثر نشرا للكتب، لكن هذه النتيجة رغم أهميتها وإيجابياتها، لا تعكس واقع النشر الذي يعيش العديد من الصعوبات، تبدأ من دعم الوزارة المتذبذب وصولا إلى مشكلة التوزيع”.

وتستفيض الناشرة الشابة بالقول: “رغم أنّ تونس من الدول العربية القليلة التي تحظى بدعم وزارة الثقافة (شراكات ودعم على الورق)، إلّا أنّ تذبذب تقديم هذا الدعم يُعدّ عائقا بالنسبة إلى الكثير من دور النشر، خاصة دور النشر الصغيرة، والتي لا يعتمد إنتاجها على قصص الأطفال والكتب الموازية، نظرا إلى أنّ تكلفتها عالية“.

وتُشدّد خريّف على أنّ التغييرات المتعدّدة لوزراء الثقافة في السنوات الأخيرة أثّرت بشكل صارخ في تواريخ إعلان نتائج تقديم الدعم إلى الناشرين، رغم أنّ الملفات مقدّمة منذ شهر جويلية الماضي.

ومع ذلك ترى خريّف أنّ الدعم يبقى من المحفّزات التي تُغطي ثغرات أخرى، على غرار أزمة التوزيع.

وتوضّح: “سيما المكتبة أو الموزّع الذي يأخذ نسبة تصل أحيانا إلى 50%، وهذا له تأثير بدوره”.

ولمواجهة أزمة التوزيع داخل تونس، وخارجها أيضا، حيث تكلفة الإرسال بالبريد قد تتجاوز سعر الكتاب نفسه -وفق خريّف- تُطرح تجربة النشر الإلكتروني نفسها بديلا، لكنها ما تزال سوقا غير رائجة في تونس، حيث ما يزال الكتاب الورقي يحظى بأهمية لدى القراء وحتى الكتّاب.

ودار “خريّف للنشر”، دار نشر تونسية لصاحبتها الصحفية حذام خريّف، وهي مبادرة طموحة رأت النور سنة 2021، لتكريم عائلة أدبية تونسية عريقة، هي عائلة خريّف التي أثرت المكتبة التونسية والعربية بمختلف صنوف الكتابة، من بينها البشير خريّف ومصطفى خريّف وعبدالباقي خريّف ومحي الدين خريّف وعبدالحميد خريّف (والد الناشرة حذام).