تونس

المولدي القسومي لبوابة تونس: الطبقة السياسية التونسية هجينة

“الأحزاب تعاني الأزمات الهيكلية وتهميش السلطة”.. أكاديمي تونسي يعلّق 
قال الأكاديمي والباحث الجامعي المولدي القسومي، إنّ الأحزاب في تونس تعاني من أزمات هيكلية يعود بعضها إلى منتصف الثمانينات، نتيجة طبقة سياسية هجينة لم تكن في مستوى تحدّيات المشكلات الآنية.
وفي حديث لبوابة تونس، اعتبر القسومي أنّ هذه الأزمات تنضاف إلى التهميش الذي تجابه به من السلطة التي لا تعترف بالأجسام الوسيطة.
 وأشار القسومي إلى أنّ الأحزاب التونسية تعيش اليوم “استهدافا صريحا من قبل السلطة التي لا تعترف بالأجسام الوسيطة”، مضيفا أنّ هذا “المصطلح يعتبر معطى شاملا، تتآلف في إطاره الأحزاب والمنظمات والجمعيات”.
وحسب القسومي، فإنّ هذا العامل أدى إلى “تهميش الأحزاب وإخراجها من الحياة السياسية، وإقصائها من أيّ دور تعبوي نضالي أو تكويني، وهو ما يتناقض مع مفهوم الأحزاب الذي يرتكز إلى مبدإ المشاركة السياسية وقيمها”، وفق تعبيره.
وينضاف هذا التهميش حسب المتحدث إلى واقع الأزمات الهيكلية التي تعانيها هذه الأحزاب، والتي تعود إلى طبيعة بنية هذه الأحزاب وتركيبتها وأسسها الفكرية، وتعود إلى أواسط الثمانينات، في معظمها.
وتابع: “أغلب هذه التنظيمات من أحزاب ونقابات والجمعية هي تنظيمات غير عقلانية بالأساس، وتعاني من أزمة تنظيم وهيكلة وفي بنيتها وتركيبتها”.
ويرى المولدي القسومي أنّ هذه الأحزاب تسيطر عليها النزعة الأبوية المستوحاة من الأصول التقليدية لبنية المجتمع التونسي، وهو ما نتج عنه إعادة إنتاج الرؤى القديمة نفسها لمرحلة ما قبل 2011، لمعالجة أزمات ما بعد الثورة إلى جانب الأزمات الداخلية ذاتها التي تؤول إلى إقصاء دور المرأة والشباب مما يؤدي إلى العجز عن تجديد قياداتها.
وأردف: “مثلما تمايزت حركة التشكيلات الاجتماعية في تونس في الهجانة، أعتقد أنّ الطبقة السياسية التي قادت مسار تشكّل هذه الأحزاب وتحكّمت فيه على مدى عشريات متتالية، تعاني من الهجانة نفسها”.
واستدرك: “هذا يسمح لنا بالقول إنّ هذه الطبقة السياسية ليست وليدة زمانها ولا لحظتها، فهذه الطبقة الهجينة لا تستطيع أن تكون في مستوى تحدّيات المشكلات الآنية والعاجلة”.