ثقافة

الموقع الأثري بأوذنة يحتفي بشهر التراث التونسي

تزامنا مع اليوم العالمي للمواقع الأثرية والمعالم التاريخية، افتتحت أمس الإثنين 18 أفريل/ نيسان الجاري من الموقع الأثري بأوذنة فعاليات الدورة الحادية والثلاثين من شهر التراث الذي ينتظم هذا العام تحت شعار “اللباس التقليدي هوية وطنية وخصوصية جهوية”.

وإثر رفع العلم على أنغام النشيد الوطني التونسي، انطلق حفل الافتتاح بتدشين فضاء استقبال جديد بالموقع الأثري بأوذنة مجهّز بأحدث الوسائل التكنولوجية يضمّ قاعة فسيحة يمكن تغيير طاقة استيعابها حسب الطلب وقاعة للمؤتمرات وعدة مرافق أخرى.

كما تمّ عرض مهارات بعض الحرفيات والحرفيين في صنع اللباس التقليدي، قبل أن يؤدّي الحضور زيارة إلى معرض اللباس التقليدي المأخوذ من المخازن الوطنية للتراث الإثنوغرافي بالقصر السعيد.

وتضمّن البرنامج الافتتاحي مداخلة علمية أمّنتها الباحثة سنية الحمزاوي بشأن “اللباس التقليدي: هوية وطنية وخصوصية جهوية” ومداخلة أخرى أثثها المشرف على المخازن الوطنية للتراث التقليدي بالقصر السعيد عبد المالك بن فرج بعنوان “الكنوز الخفية للمخازن الوطنية من القطع الإثنوغرافية: نماذج من اللباس التقليدي”.

واختتمت الفعالية بتكريم بعض الباحثين والحرفيين المختصين في اللباس التقليدي، قبل أن يتمّ تنظيم عرض لفستان عملاق للمصمّمة آمال الصغير مع مرافقة موسيقية أثثتها الفنانة غنوة بن طارة وعرض مسرحي قصير لكمال العلاوي جسّم حياكة اللباس التقليدي.

وفي كلمتها الافتتاحية أكّدت وزيرة الشؤون الثقافية التونسية حياة قطاط القرمازي أن الوزارة اختارت أن يكون شعار هذه الدورة هو “اللباس التقليدي هوية وطنية وخصوصية جهوية”، وذلك نظرا لما يتميّز به هذا العنصر التراثي غير المادي من أهمية قصوى في المحافظة على الذاكرة الجماعية ولما يبرزه من تعدّد الخصوصيات وثرائها وتنوّعها التي من شأنها أن تعكس صورة تونس والتونسيين في الخارج.

وأشارت إلى أن من أهم التوجهات الاستراتيجية لوزارة الشؤون الثقافية هي تثمين التراث بعنصريه المادي وغير المادي والعمل على حسن توظيفه واستثماره وتسجيل أكثر من يمكن من عناصره ومفرداته ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، فضلا عن تطوير التشريعات لخلق آليات جديدة ومحفّزة لتشجيع المستثمرين في قطاع التراث والحرف والصناعات الثقافية، موضحة  أن الاستثمار في الثقافة عموما لخلق الثروة ودعم التنمية قد أصبح من أساسيات السياسات الاقتصادية في العالم.

وشهر التراث هو تظاهرة ثقافية سنوية تنظّمها وزارة الشؤون الثقافية التونسية انطلاقا من يوم 18 أفريل/ نيسان إلى 18 ماي/ آيار من كل سنة، تحتفي بالتراث الثقافي التونسي المادي واللامادي في كافة جهات الجمهورية، وذلك عبر تنظيم حفلات وعروض للفنون الشعبية ومعارض للصناعات التقليدية.