ينفذ منذ يوم الثلاثاء 8 فيفري 2021، الفلاحون بمنطقة أولاد جاب الله بمعتمدية ملولش التابعة لولاية المهدية، إحدى الولايات الساحلية، وقفات احتجاجية قطعت على إثرها جميع الطرقات والمداخل تنديدا بغلاء أسعار الأعلاف المركبة وضعف حصة الجهة من الأعلاف المدعمة و تردي وضع الفلاحين. و دخل الفلاحون في مواجهات مع رجال الأمن قوبلت بإطلاق الغاز المسيل للدموع، ليرد الفلاحون المحتجون برشقهم بالحجارة.
غلاء سعر العلف أصبح عائقا أمام الفلاحين
يقول كمال لسود أحد الفلاحين من مربي الأبقار بمنطقة أولاد جاب الله بمعتمدية ملولش، التي تقع على الساحل الجنوبي الشرقي لولاية المهدية، إن تربية الأبقار هي عمله الوحيد هو وجميع أفراد عائلته، والعمل شاق جدا وأصبح اليوم أكثر قساوة مع الارتفاع المشط لسعر الأعلاف، ومطلبه الوحيد هو تعديل سعر الأعلاف.
ويؤكد كمال أنه والفلاحين بمنطقة أولاد جاب الله يحتجون منذ أسبوع و لجؤوا في الآونة الأخيرة إلى احتجاز سيارات المواطنين والشاحنات المارة حتى يتمكنوا من إيصال أصواتهم و حضور والي المهدية على عين المكان ومقابلته وإيجاد حل.
ويضيف كمال أنه كان يملك قطيعا يتكون من 30 رأس بقر، لكنه اضطر إلى بيع 7 منها لمجابهة مصاريف بقية القطيع الذي لم يبقَ منها سوى 23 رأسا، مشيرا إلى أن سعر الكيس الواحد من العلف أصبح سعره 56 دينارا وهو سعر مشط خاصة وأن سعر العلف أصبح اليوم بيد المحتكرين.
و يطالب كمال بتعديل سعر العلف حتى يتسنى له مجابهة مصاريف تربية بقية القطيع، ويشير إلى أنه مطالب اليوم بتسديد مبلغ قيمته 9500 دينارا هي ديون متخلدة بذمته لشركة بيع الأعلاف.
كميات غير كافية
و يؤكد من جهته كاتب عام الجامعة الجهوية لمربي الأبقار بولاية المهدية، وهو أصيل منطقة أولاد جاب الله بمعتمدية ملولش، عادل القروي، أن الفلاحين يعانون من غلاء سعر العلف وعدم توفير لهم الكمية اللازمة من الأعلاف المدعمة التي توفرها لهم الدولة.
و يضيف عادل لموقع بوابة تونس، أن النعجة الواحدة تحتاج إلى 15 كيلوغراما من العلف المدعم في الشهر الواحد إلا أنها تتحصل على كيلوغرام واحد و 500 غرامات فقط أي ما يعادل عشر الكمية التي تحتاج إليها، ويشير إلى معتمدية ملولش تضم 4000 مربي أبقار و قطيع كبير جدا من الأبقار يضم 600 ألف رأس، لكن هذا القطيع بصدد التهميش و التفريط فيه بسبب غلاء سعر الأعلاف، بينما تبلغ حصتها من الأعلاف 200 طنا من مادة السداري و1200 طن من النخالة و2000 طن من الشعير.
ويتابع عادل أن مربي الأبقار بمنطقة أولاد جاب الله تضرروا من استيراد الأبقار من الخارج وهو ما يضعهم في مأزق انخفاض سعر العجل عند البيع خاصة وأن تربيته تستغرق من 6 إلى 7 أشهر.
ويطالب عادل على غرار بقية مربي الأبقار بمنطقة أولاد جاب الله، بالترفيع في سعر الحليب مع تدعيم الفلاحين من مربي الأبقار بصفته قادرا على تحقيق الأمن الغذائي في كامل البلاد التونسية، كما يؤكد أن ولاية المهدية تعتبر الحوض رقم 1 في إنتاج مادة الحليب وأن قطاع تربية الأبقار يستقطب حتى أصحاب الشهائد العليا المعطلين عن العمل من ذكور و إناث.
الاحتكار من أهم أسباب ارتفاع سعر الأعلاف
وأكدت المديرة الجهوية للتجارة بالمهدية سهام المبروك أنه تم خلال الفترة الممتدة بين شهر أكتوبر 2020 و إلى غاية اليوم تكثيف حملات المراقبة على محلات بيع الأعلاف، وقد أسفرت هذه الحملات عن حجز 60 طنا من مادتي السداري و الشعير العلفي المدعمين يتم ترويجهم في نقاط بيع عشوائية وفي بعض نيابات الأعلاف التي لم تلتزم بتراتيب الدعم و ببرنامج التوزيع الذي اعتمدته اللجنة الجهوية لتوزيع الأعلاف.
وأضافت المبروك أنه تم خلال نفس الفترة تحرير 65 مخالفة في قطاع الأعلاف تعلقت بإخفاء بضائع وغياب الفوترة وغياب إشهار الأسعار.
وأشارت المبروك إلى أن أسعار هذه المنتجات على مستوى توزيعها في مسالك التفصيل تبقى أسعارها محررة، إلا أن الإدارة الجهوية للتجارة و تنمية الصادرات بالمهدية رفعت عديد القرارات المتعلقة بغلق محلات تُتاجر بصفة عشوائية في الأعلاف المدعمة و رفعت كذلك مقترحات في تعليق التزويد بمادتي الشعير و السداري في نيابات الأعلاف وتطبيق عقوبات وصلت إلى 6 أشهر.