تونس

المناضل محمد الكيلاني يكشف عن حقائق التعذيب في زنازين الداخلية زمن بورقيبة وبن علي

كشف المناضل اليساري ومؤسّس الحزب الاشتراكي التونسي محمد الكيلاني الأحد 7 فيفري، عن تفاصيل وحقائق ممارسات التعذيب التي كانت تقوم بها الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، ضدّ المعارضين والموقوفين في عهد بورقيبة وكذلك بن علي.

وفي حوار مع إذاعة “موزاييك”، تحدّث الكيلاني عن تفاصيل عمليات التعذيب التي كانت تقع في الطابق الثالث من وزارة الداخلية في زمن بورقيبة، والتي كان يصطلح على تسميتها “ببيت الصابون” بالعامية التونسية، أي: غرفة الغسيل من طرف الضباط والعناصر المكلّفة بتعذيب الموقوفين والمناضلين السياسيّين، لانتزاع الاعترافات منهم.

ممارسات التعذيب كانت تتضمّن الضرب المبرح على مناطق مختلفة من الجسم والقدمين، إلى جانب تعليقهم لساعات طويلة في وضعيات مختلفة كان أشهرها ما يطلق عليه “بالدجاجة الروتي”، وهي إحدى الطرق المشهورة لدى جلادي الداخلية.

وأشار الكيلاني إلى تعرّض كثير من الموقوفين للتجريد من ملابسهم بعد الضرب المبرح، وإجبارهم على النوم على الأرضية الباردة للزنزانة إمعانا في التنكيل بهم.

بكثير من التأثر استحضر المناضل اليساري صورة لم تمح من ذاكرته، خلال تعرّضه للسجن والتعذيب زمن بورقيبة، حيث دخل عليه طبيب شاب لفحصه بعد أن كاد أن يغمى عليه جرّاء الضرب الشديد.

 ويصف الكيلاني الموقف قائلا: “الجلاد عبد مأمور لكنّه في لحظات كثيرة يفقد إنسانيته مثل ذلك الطبيب الذي تنكّر للقسم الذي أقسمه يوم التخرّج، كان ينظر إلى قدمي المتورّمة والدم يسيل منها، ويقول بكلّ بساطة: لا بأس مازال يتنفس، اضرب، يمكنكم استكمال التعذيب”، مضيفا: “لم أجد مبرّرا للتصرّف الذي قام به، لا أعرف ماذا يمكنني أن أقول له لو جمعتني به الصدفة يوما ما”.

وفي ذات السياق كشف الكيلاني تفاصيل حواره مع الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة حول التعذيب في السجون، خلال لقائه مع مجموعة من الناشطين والمعارضين السياسيّين، حيث قال بورقيبة للحاضرين: “لا تعذيب في دولتي”، وهو ما دفعه لمقاطعته والرد عليه: “أنا الذي تعذّبت في السجن، أنا الذي نمت على الأرض وأنا مجرّد من ملابسي، أنت يا بورقيبة تعذّبت في دولة الاستعمار، لكن أنا الذي تعذّبت في دولة الاستقلال”.

ووصف الكيلاني التعذيب في عهد بن علي “بالسياسة الممنهجة” التي كان يستعملها ضدّ كل المعارضين، حيث تمّ تطوير أساليب التعذيب وتدريب عديد العناصر وتكليفهم بهذه المهام.

وبخصوص تجربة الإيقاف والتعذيب التي تعرّض لها سنة 1995، شدّد الكيلاني على أنّ ابن علي كان على إطّلاع ومعرفة حتى بأدقّ التفاصيل والممارسات التي يتعرّض لها السجناء.