أعلن دعمه سياسيّين أوروبيّين متطرّفين.. انتقادات أوروبيّة واسعة لسلوك إيلون ماسك
هاجم المستشار الألماني أولاف شولتس دعم إيلون ماسك السياسيين اليمينيين المتطرفين عالميّا.
ووصف شولتس، خلال مقابلة مع شبكة CNN، ما يقوم به إيلون ماسك بـ”المقزز”.
في الأثناء يواصل ماسك التدخّل في المشهد السياسي العالمي، ما أثار انتقادات واسعة من قادة أوروبيين.
وقال شولتس للشبكة: “أنا أختلف تمامًا مع إيلون ماسك وما يفعله.. هذا أمر مقزّز حقًا، ولا يصب في صالح التطوّر الديمقراطي داخل الاتحاد الأوروبي”.
وكان ماسك قد أعلن دعمه حزب “البديل من أجل ألمانيا”، وكتب مقال رأي في صحيفة ألمانية الشهر الماضي رفض فيه تصنيفه “حزبا يمينيا متطرفا”.
وجادل ماسك بأن الأحزاب السياسية التقليدية في ألمانيا أسهمت في التدهور الاقتصادي بسبب “رضاها عن القدرة المتوسطة”.
وأشار إلى أنّ “حزب البديل من أجل ألمانيا يمكن أن ينقذ البلاد من أن تصبح مجرد ظل لماضيها”.
وأثار المقال ردود فعل غاضبة، أدت إلى استقالة إيفا ماري كوجل، رئيسة صفحة الرأي في صحيفة “فيلت أم زونتاغ”، احتجاجًا على نشره.
وينظر إلى حزب “البديل من أجل ألمانيا” على نطاق واسع باعتباره حزبا يمينيا متطرفا، بما في ذلك من قبل المسؤولين الألمان، نظرا إلى مواقفه المتشددة بشأن الهجرة.
انتقادات أوروبية
وجاءت تصريحات شولتس بعدما أجرى ماسك مقابلة عبر منصته “إكس” مع زعيمة حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف، أليس فايدل، في وقت سابق من هذا الشهر.
كما أعرب الملياردير علنا عن دعمه سياسيين محافظين في إيطاليا وكندا.
وفي السياق ذاته، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سينظر في ما إذا كان ماسك قد روّج للمقابلة عبر منصته بشكل مصطنع، وفقًا لما صرّح به المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، توماس رينيه، للصحفيّين.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقد تساءل عن العلاقة الضبابية بين مواقف ماسك السياسية وملكيته لمنصة “إكس”، قائلا: “قبل 10 سنوات، لو قيل لنا إنّ مالك واحدة من أكبر شبكات التواصل الاجتماعي في العالم سيدعم تحالفا رجعيّا جديدا وسيتدخل مباشرة في الانتخابات، حتى في ألمانيا، فمن كان سيصدق ذلك؟”.
بدوره، قال رئيس الوزراء النرويجي، يوناس غار ستور، لمحطة “NRK” المملوكة للدولة إنّ “من المقلق أن يكون لرجل يتمتّع بوصول هائل إلى وسائل التواصل الاجتماعي وموارد مالية ضخمة تأثير مباشر في الشؤون الداخلية لدول أخرى”.
وجاءت موجة الانتقادات لمواقف ماسك في أوروبا بعدما استهدف القيادة السياسية في بريطانيا عبر “إكس” في جانفي الجاري، حيث كتب: “حزب الإصلاح بحاجة إلى زعيم جديد. فاراج لا يمتلك المقومات المطلوبة”، دون أن يوضّح أسباب تراجعه عن دعمه لفاراج، رغم لقائهما الشهر الماضي في “مارالاجو”.
ووصف فاراج تغريدة ماسك بأنها “مفاجأة”.
ورجّح أن يكون سبب انتقاده هو استياء ماسك من موقفه تجاه الناشط اليميني المتطرف المعادي للهجرة، تومي روبنسون، الذي يملك سجلا إجراميّا طويلا ويقضي عقوبة بالسجن بتهمة ازدراء المحكمة على خلفية قضية تشهير خسرها بسبب نشر إدعاءات كاذبة عن صبي سوري.
تشدّد تجاه الهجرة
ويتبنّى ماسك موقفا متشدّدا ضد الهجرة، وبدأ التفاعل مع روبنسون في أوت 2024، ثم صعّد دعواته لإطلاق سراحه خلال الأسبوع الماضي، بالتزامن مع اهتمامه بتحقيقات بريطانية حول ما يعرف بـ”عصابات الاستغلال”، التي تورّطت في استغلال أطفال بشمال إنجلترا.
ومن جانبه، أكّد فاراج، الشعبوي اليميني البارز الذي قاد حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في مقابلة مع “سكاي نيوز”، الجمعة، أنّ روبنسون “لن ينضم” إلى حزب الإصلاح، بعدما قال العام الماضي إنه لا يريد “أيّ علاقة” به، متهمًا إياه بمحاولة “إثارة الكراهية”.
وتمسّك فاراج بانتقاده لروبنسون، وكتب على “إكس”، الأحد، ردّا على ماسك: “موقفي لم يتغيّر، تومي روبنسون لا يصلح لحزب الإصلاح، ولن أساوم على مبادئي”.
ورغم ذلك، وصف فاراج ماسك بـ”الشخصية المميزة” على “إكس”، الأحد، بعدما كان قد وصفه بـ”البطل” الأسبوع الماضي.
وأشاد بدوره في “استعادة حرية التعبير” من خلال استحواذه على “تويتر”، وإلغاء سياسات الرقابة على المحتوى، وإعادة حسابات محظورة، من بينها حساب روبنسون.
وبعد فترة قصيرة من لقاء ماسك مع فاراج في ديسمبر، قال قادة حزب الإصلاح إنّ الرئيس التنفيذي لشركة “تيسلا” كان أحد عدة مليارديرات يدرسون التبرع للحزب.
نفوذ سياسي
ويواصل ماسك، الذي تبلغ ثروته نحو 430 مليار دولار، تعزيز نفوذه السياسي في الأشهر الأخيرة، إذ أنفق أكثر من 200 مليون دولار من أمواله لدعم حملة دونالد ترامب الانتخابية لعام 2024.
ورغم أنه دعم الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في الماضي، برز ماسك الآن حليفا رئيسيا لترامب منذ فوزه بالانتخابات.
وبصفته رئيسًا لـ”وزارة الكفاءة الحكومية” المستحدثة، حصل ماسك على مكتب في البيت الأبيض بالقرب من ترامب، وفقا لتقارير.
كما أبدى ماسك اهتماما بالسياسة الدولية، حيث أجرى محادثات مع عدد من القادة الأجانب، وأثار جدلا بسبب تقارير عن تواصله مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ودخل الملياردير في خلافات مع شخصيات سياسية في عدة دول، من بينها قبوله دعوة لمواجهة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، واشتباكه مع قاضٍ بالمحكمة العليا في البرازيل بعد أن أمر بحظر “إكس”.
وخلال الأشهر الأخيرة، كثّف ماسك هجماته على رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، منتقدًا تعامله مع أعمال الشغب وإدارته ملف خطاب الكراهية عبر الإنترنت.
ودعا ماسك الملك تشارلز إلى حلّ البرلمان والدعوة لانتخابات عامة جديدة، متهمًا ستارمر بعدم اتخاذ إجراءات صارمة ضد “عصابات الاستغلال” خلال فترة تولّيه منصب المدعي العام بين عامي 2008 و2013.
وأصبح التحقيق في ملف “عصابات الاستغلال” ورقة ضغط تستخدمها الأحزاب اليمينية في المملكة المتحدة ضد حزب العمال اليساري الحاكم.
وتحوّلت القضية إلى نقطة خلاف رئيسية بشأن سياسات الهجرة، نظرا لأن معظم المتورّطين فيها من البريطانيين ذوي الأصول الباكستانية.
موقف ماسك من السياسة الإيطالية
انتقد ماسك، الذي تجمعه صداقة شخصية برئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، مؤسسة حزب “إخوة إيطاليا” اليميني، بشدة قضاة إيطاليين ألغوا مبادرة مناهضة للهجرة في نوفمبر 2024، وكتب على “إكس” أنّ قضاة روما “يجب أن يرحلوا”.
وأثارت تصريحاته رد فعل من الرئيس الإيطالي، الذي قال لماسك إنه “يجب أن يحترم سيادة إيطاليا ولا يحق له إصدار التعليمات لها”.
وكانت ميلوني قد التقت ترامب وماسك في باريس في ديسمبر الماضي، كما زارت مارالاغو الأسبوع الماضي.
السياسة في كندا أيضا
انتقد ماسك رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، في ديسمبر الماضي بعد أن شبّه الأخير خسارة نائبة الرئيس كامالا هاريس في الانتخابات أمام ترامب بهجوم على حقوق المرأة، ووصفه في تغريدة بأنه “أداة لا تحتمل”.
وتوقّع أنّه “لن يبقى في السلطة طويلا”.
وأعلن ترودو في جانفي الجاري اعتزامه الاستقالة.
وفي الآونة الأخيرة، أشاد ماسك بحلقة من بودكاست جوردان بيترسون استضافت زعيم حزب المحافظين بيير بويليفر، واصفا إياها بأنها “مقابلة رائعة” في منشور على “إكس”.