تونس ثقافة

المتحف العسكري بمنوبة يحتضن معرضا وثائقيا للجيش الوطني (صور)

ينتظم المعرض الوثائقي الخاص بالجيش الوطني بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ68 لانبعاثه، انطلاقا من اليوم 25 جوان الجاري وحتى الثالث من جويلية القادم بفضاء المتحف العسكري الوطني قصر الوردة بمنوبة (الضاحية الغربية لمدينة تونس العاصمة).

معتقلو 25 جويلية

وسيكون فضاء العرض مفتوحا يوميا من التاسعة صباحا إلى التاسعة ليلا.

23 ألف قطعة عسكرية

ويعتبر المتحف العسكري الوطني من أشهر المتاحف الموجودة في مدينة منوبة، وقد تمّ تدشينه عام 1984، وافتتح عام 1989، حيث يعرض أوقات مختلفة من التاريخ العسكري التونسي للتعرّف على العصور القديمة.

ويحتوي المتحف العسكري الوطني مجموعات أثرية ثمينة تبلغ 23 ألف قطعة على غرار أسلحة بيضاء، وأسلحة نارية، ورسوم زيتية، ومحفورات، ونماذج معارك، ونماذج سفن حربية، ودروع، ومدافع، وأسلحة ثقيلة.. تنتمي تقريبا إلى كل حقب التاريخ العسكري التونسي.

وتمثل الأسلحة القسط الأكبر من القطع المتحفية، ومعظم هذه الأسلحة تعود إلى القرن التاسع عشر استعملها الجيش التونسي في حرب القرم (1854-1856) إلى جانب الدولة العثمانية ضدّ الإمبراطورية الروسية.

تمّ توزيع هذه المجموعات على مختلف قاعات العرض طبقا للتسلسل التاريخي لمختلف المراحل التاريخية العسكرية التي عرفتها البلاد التونسية على مرّ ثلاثة آلاف سنة.

والمتحف يرجع بالنظر إلى إدارة التراث والإعلام والثقافة التابعة لوزارة الدفاع الوطني التونسية، وتتمثل مهمته في المحافظة على التراث التاريخي العسكري وعرضه وتنميته لتخليد ذكرى من استشهد في سبيل الوطن.

تاريخية المتحف

تمّ بناء قصر الوردة سنة 1798 في عهد حمودة باشا باي (1782-1814) قرب البرج الكبير بمقر الحدائق الملكية التي يرجع تاريخها إلى القرن الخامس عشر.

استعمل القصر لمدّة طويلة مكانا لاصطياف العائلة الحاكمة، كما استعمل لاستقبال الشخصيات الأجنبية البارزة وإيوائها. وفي عهد أحمد باشا باي (1837-1855) وتزامنا مع الإصلاحات التي شهدها الجيش والبحرية التونسية، أصبح قصر الوردة والمباني التابعة له ثكنة للمدفعية انطلاقا من سنة 1839، ثم ثكنة للخيالة بداية من سنة 1841، مع الإشارة إلى أنه تمّ تكليف أمير اللواء أحمد شقيق مصطفى خزندار بفرقة الخيالة خلال تلك الفترة الأولى.

كما استعمل قصر الوردة أيضا لإيواء الضباط الأوروبيين الذين كانوا يدرّسون في المدرسة الحربية بباردو أثناء الفترة الأولى التي فتحت فيها أبوابها (1840-1853)، وكذلك أثناء الفترة الثانية (1859-1866) التي عقبت غلق المدرسة بسبب مشاركة الجيش التونسي في حرب القرم.

وعلى إثر دخول القوات الفرنسية التراب التونسي في أواخر شهر أفريل 1881 تمّ استغلال قصر الوردة مقر قيادة لهذه القوات.

كما تمّ استغلاله خلال الحملة العسكرية على تونس (نوفمبر 1942-ماي 1943) من قبل جيوش المحور في مرحلة أولى، ثم في مرحلة ثانية من قبل وحدات من الجيش الفرنسي.

وبداية من عام 1956، أصبح قصر الوردة مقرا لمدرسة ضباط الصف، ثم مقرا لقيادة سرية الأشغال والإدارة التابعة لإدارة اللباس والتموين، وقد أثرت مختلف الاستعمالات وقلة العناية في الحالة العامة لهذا المعلم الأثري الذي أوشك على التلاشي والاندثار، كما أن انفجار مخزن للذخيرة خلال الحملة العسكرية على تونس (نوفمبر 1942-ماي 1943) أثّر بصفة سلبية في حالة القصر.

وانطلاقا من عام 1977 شرعت وزارة الدفاع الوطني في ترميم المعلم الأثري، وبعد مجهودات كبيرة وأشغال جسيمة استرجع هذا المبنى رونقه الأصلي.

أحدث المتحف العسكري الوطني بمقتضى القانون عدد 106 لسنة 1986 المؤرخ في 31 ديسمبر 1986، وكانت الغاية من بعثه هي إحياء التراث العسكري التونسي وإبراز مختلف الملاحم التي عرفها تاريخ تونس والتعريف بأمجاد البلاد وإنجازاتها.

وبصفة موازية مع أعمال الترميم، انطلقت الأعمال الخاصة بالتصوّر المتحفي وجمع المجموعات الأثرية، وتشكّلت لجنة متابعة أشرفت على هذه الأعمال، وذلك إلى غاية عام 1984 تاريخ تركيز المتحف وتوزيع القطع المتحفية على مختلف القاعات.

تمّ تدشين المتحف رسميا يوم 25 جوان 1984، واقتصرت الزيارات في البداية على الوفود الرسمية التي تفد على وزارة الدفاع الوطني، وفي 24 جوان 1989 وبمناسبة الذكرى الـ33 لانبعاث القوات المسلحة فُتح المتحف للعموم.