تونس

المؤرخ عبد اللطيف الحناشي: “حرب قيس سعيّد ضد الفساد لن تكون سهلة “

اعتبر المؤرخ وأستاذ التاريخ السياسي المعاصر والراهن في جامعة منوبة التونسية، عبد اللطيف الحناشي، في حديث لبوابة تونس، الإثنين 2 أوت/أغسطس، أنّ الحرب التي أعلنها رئيس الجمهورية قيس سعيد حين قال: “تونس تعيش حالة حرب بالقانون القائم على العدل والحرية ودون رصاص أو دماء”، لن تكون سهلة وتتطلب الكثير من الوقت والإمكانيات لإنجاحها.

وأوضح أنّ الحرب ضدّ الفساد عمليّة معقّدة وتتطلب إمكانيات كبيرة ويقظة وقضاء نزيها يتحرر من القيود التي كانت تكبله، قائلا: ” إنّ الحرب ستكون صعبة وتتطلب وقتا طويلا، نظرا إلى حجم الملفات المطروحة وتشعّبها مقابل محدودية الفترة الزمنية التي تضبطها الإجراءات الاستثنائية وفق الفصل 80 من الدستور والتي لا تتجاوز الشهرين، إضافة إلى تعطّل تشكيل حكومة إلى حدود اليوم “.

كما اعتبر التزام الرئيس سعيّد في أكثر من مرّة بعزمه التحرّك في إطار احترام القانون والحريات سيجعل القضاء الآلية الأساسية الوحيدة التي سيعتمدها “للتغلب على العدو وسيجعل التتبعات مبنية فقط على الأدلّة والقرائن”.

وأشار المؤرّخ التونسي إلى أنّ إعلان الرئيس سعيّد تفعيل تقرير لجنة تقصي الحقائق حول الرشوة والفساد التي ترأسها المرحوم، عبد الفتاح عمر، إبّان ثورة 2011 والذي دان 463 رجل أعمال ” تنمّ عن أن الرئيس لا يحمل روح الانتقام وإنما يريد البناء والتشييد وإذا تمكن من إبرام صلح جزائي مع جزء منهم سيكون ذلك مفيدا لتونس “، وفق تعبيره.

وأضاف أن في الستينيات من القرن الماضي، أبرم الرئيس الراحل، الحبيب بورقيبة، مع بعض رجال الأعمال اليهود التونسيين وغير اليهود الذين تورطوا في تهريب أموال إلى الخارج صلحا جزائيا مِثل الذي يسعى إليه الرئيس سعيّد اليوم ونجح في التوصل إلى دفعهم إلى إنجاز مشاريع ذات صبغة اجتماعية في عدد من الجهات كانت لها فوائد اقتصادية، وفق قوله.