أكّد المؤرّخ والأكاديمي الفرنسي ببنيامين ستورا، والذي أشرف على صياغة وإعداد التقرير المتعلق “بالتاريخ الاستعماري الفرنسي وحرب الجزائر” السبت 30 جانفي، أنّ قرار تقديم فرنسا اعتذارا رسميا للجزائر هو مسألة سياسية ولا علاقة له بالتاريخ.
وفي تصريح أدلى به لقناة فرانس 24، اعتبر ستورا أنّ الاعتذار الذي تطالب به الجزائر بشكل رسمي موضوع يدخل في نطاق “السياسة” وهو ما يفسّر عدم تدوينه ضمْن التقرير الذي قدّمه للرئيس إيمانويل ماكرون، حسب قوله.
وعبّر المؤرّخ الفرنسي عن أسفه حيال الانتقادات الموجّهة إلى تقريره في الجزائر ولغياب ردّ رسمي من السلطات هناك، داعيا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى التعبير عن موقفه تجاه التقرير ما يسمح بتحقيق ملموس في بعض المواضيع على غرار فتح الأرشيف، للمفقودين والتعليم.
وحسب ستورا، فإنّ اعتراف فرنسا باغتيال المحامي علي بومنجل يعد رسالة قوية تمثل تجسيدا للوقائع واعترافا بجرائم تاريخية، مثلما كان عليه الحال عندما أقرّ إيمانويل ماكرون بمسؤولية فرنسا في وفاة المناضل المقرّب من جبهة التحرير الوطني موريس أودان.
ودعا ستورا أيضا إلى بذل مجهود أكبر من طرف السلطات الفرنسية والجزائرية لتحديد ضحايا التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية وإمكانية تعويضهم، مضيفا أنّه يجب القيام بنفس الجهود بخصوص استخدام الجيش الفرنسي لمادة “النابالم” المحرّمة دوليا.