بشكل صادم للجمهور الكويتي والخليجي قرّرت وزارة الإعلام الكويتية إيقاف “كلّ مَن شارك في أيّ عمل فني يسيء للمجتمع” عن المشاركة في أيّ أعمال يتمّ تصويرها أو عرضها داخل البلاد.
قرار أعلنه لافي السيبعي، الوكيل المساعد للصحافة والنشر والمطبوعات بالتكليف بوزارة الإعلام الكويتية، مشدّدا على حرص الوزارة على تطبيق القوانين والنظم واللوائح بمسطرة واحدة على الجميع دون تمييز.
وقال السبيعي: “لن نسمح لمن يُشارك في أعمال فنية خارج دولة الكويت فيها إساءة للمجتمع الكويتي أن يقوم بتقديم أعمال فنية داخل الكويت”، مُهيبا بصناع الأعمال الفنية سواء داخل أو خارج الكويت الحرص في أعمالهم على عدم المساس بقيم وثوابت المجتمع الكويتي”، وفق ما نقلته عنه وكالة الأنباء الكويتية.
في علاقة المسرحية بالمسلسل
وفي وقت سابق، أحالت وزارة الإعلام الكويتية مؤلفة مسلسل “زوجة واحدة لا تكفي” وبعض الممثلين إلى النيابة العامة بتهمة إساءة العمل إلى المجتمع الكويتي، ما أثّر على مسرحية “في زين الزمان”، وهي التي من تأليف الكاتبة هبة مشاري حمادة، وبطولة هدى حسين، فاطمة الصفي، ليلى عبدالله، حمد أشكناني وعدد كبير من نجوم الدراما في الخليج والوطن العربي، بعضهم شارك في المسلسل المثير للجدل “زوجة واحدة لا تكفي”.
وذكرت وزارة الإعلام الكويتية في 16 مارس الماضي أنها باشرت اتخاذ إجراءات، لم تفصح عنها، تجاه ما أسمته “المسلسل الرمضاني المسيء للمجتمع الكويتي”، مؤكّدة رفضها التام لأيّ أعمال فنية تتضمّن إساءة لدولة الكويت أو تمسّ أخلاقيات المجتمع الكويتي، وذلك بعد حملة انتقادات لمسلسل “زوجة واحدة لا تكفي”.
ومن ثمّة تضرّرت مسرحية “في زين الزمان” بشكل مباشر من قرار وزارة الإعلام الكويتية، بعد أن أعلنت الشركة المنتجة إيقاف العرض لعدم موافقة اللجنة المختصّة على إجازتها بعد إحالة الكاتبة وبعض الممثلين إلى النيابة.
إيقاف عرض المسرحية أثار حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، والبداية كانت من محبي الفنانة هدى حسين الذين أطلقوا حملة “كلنا هدى حسين”.
وعلّق أحدهم: “نحن جيل كبر على مسرحيات الكبيرة هدى حسين وتعلمنا من أعمالها وأغانيها وفنها، نحن جيل ندين لهدى الحسين بالكثير”.
فيما علّق آخر: “هذه شؤون كويتية بشكل خاص وشؤون خليجية بشكل عام.. لا هو عمل راقي ولا في مشاكل نعاني منها من اللي ذُكر في هذا العمل المسيء، ومجتمعنا اللهم لك الحمد مجتمع محافظ وراقي ولا يمثلنا هذا”.
قرار واعتذار
وقامت الشركة المنتجة لمسرحية “في زين الزمان” بنشر بيان اعتذار عن عرض المسرحية، قالت فيه: “بالإشارة إلى الكتاب الصادر من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يوم الأحد الموافق 7 أفريل 2024 والموّجه إلى شركة “جوي” للإنتاج المسرحي بصفتها الشركة المنتجة للعمل المسرحي “في زين الزمان”، بشأن عدم موافقة اللجنة المختصّة على إجازة المسرحية وعرضها للجمهور، وذلك بسبب إحالة الكاتبة وبعض الممثلين إلى النيابة العامة من قبل وزارة الإعلام على خلفية مسلسل تلفزيوني تضمّن إساءة إلى قيم وأخلاق المجتمع الكويتي”.
ويُضيف نص البيان: “تؤكّد شركة الاتصالات المتنقلة “زين” تمسّكها بالقيم والأخلاق التي جُبل عليها الشعب الكويتي، ودعمها الكامل للقيادة السياسية في التصدّي لكل ما من شأنه الإساءة إلى دولة الكويت، ونتقدّم إلى جمهورنا العزيز بشديد الأسف والاعتذار عن إلغاء العرض المسرحي “في زين الزمان” التزاما واحتراما منّا بتعليمات الجهات المختصّة”.
في المقابل، تكفّل عدد من رواد التواصل الاجتماعي بتوضيح أسباب القرار وحثياته، قائلين: ”القرار ليس قرار منع، ولكن قرار عدم حضور عرض “المشاهدة” لإجازة العرض، وذلك لتحويل بعض المشاركين من ممثلين أو مؤلفين إلى النيابة من قبل وزارة الإعلام ممّن شاركوا في مسلسل “زوجة واحدة لا تكفي” والقائمين على الثلاث مسرحيات على علم بذلك منذ أن تقدّموا بطلب “مشاهدة” للمجلس الوطني، مشكلة المسرحيات الأخرى تمّ حلها باستبدال الممثلين، لكن مشكلة مسرحية “زين” تم رفض طلب المشاهدة بسبب الكاتبة لاستحالة استبدالها”.
ويُواصل النشطاء شرحهم: “فطلب “المشاهدة” لإجازة العرض رُفِض بقرار، لأن المشاركين بتلك الأعمال محولين للنيابة بسبب قضية تخصّ المجال الفنّي، ولن يكونوا قادرين على تقديم أيّ مسلسلات أو برامج في الكويت حتى يتمّ البتّ فيها، حتى وإن تقدّموا لقاضي الأمور المستعجلة واستجاب لهم بإلزام المجلس الوطني حضور عرض المشاهدة، فلن يستطيع إلزام المجلس بإجازة العرض”.