أفادت صحيفة “لوبارزيان” الفرنسية الخميس 08 أكتوبر، أن المحققين الأوروبيين تمكنوا من الوصول إلى قسمٍ هامٍ من الأموال الراجعة للنظام الليبي السابق، بعد سرقتها من مخازن مصرف ليبيا ببنغازي سنة 2017.
قيمة الأموال المنهوبة لا تقل بحسب التقديرات عن 160 مليون يورو، حيث تم العثور عليها أثناء المواجهات بين مليشيات المشير خليفة حفتر وجماعات مسلحة داخل مدينة بنغازي، حيث عثر المقاتلون بالصدفة داخل قبو المصرف على الأموال وقد تعرض قسم منها للتلف.
وبحسب ترجيحات المحققين، فإن نظام القذافي قام في عام 2010 بسحب هذا المبلغ من المصرف المركزي الألماني لسبب وصف بالمجهول، وإيداعه في فرع المصرف المركزي ببنغازي.
وكان تقرير لفريق الخبراء الدوليين الخاص بليبيا، قد اتهم قوات المشير حفتر بالسيطرة على فرع المصرف المركزي في بنغازي، والاستيلاء على أموالٍ طائلةٍ بالعملات المحلية والصعبة، وكمياتٍ كبيرةٍ من الفضة ونقلها إلى جهةٍ مجهولةٍ، رغم نفي المصرف ببنغازي هذه “الاتهامات”.
الخيط الرئيسي في القضية تم التوصل إليه بحسب “لوباريزيان”، بعد توقيف زوجين في فرنسا، أثناء محاولتهما بيع أوراقٍ نقديةٍ تالفةٍ وفي حالةٍ سيئةٍ، بأقل من قيمتها الرسمية، قبل أن يتم تتوصل التحقيقات إلى استلامهما مبالغ متفاوتةٍ من تركيا لبيعها بنفس الطريقة، قدرت بحوالي 40 ألف يورو.
المعطيات التي كشف عنها إيقاف الزوجين، تلتقي بحسب المحققين مع تقرير أوروبي صدر في وقتٍ سابقٍ، ويشير إلى أن قسمًا من الأموال التالفة كان “في حالة جيدة إلى حد ما”، وجرى بيع 80 مليونا منها تقريبا بقيمة تتراوح بين 20 و40% من قيمتها الاسمية للمافيا التركية، فيما تم تبديد ملايين من الأوراق النقدية السليمة من جانب المليشيات التي عثرت عليها، ما يوضح أخيرًا المصير الحقيقي لجزء من أموال القذافي المفقودة.