ثقافة

القيروان تتعزّز بمتحفين لتاريخ الطب والفن المعاصر

ستشهد ولاية القيروان (وسط تونس) في الأشهر القليلة القادمة، تعزيزا في المشهد الثقافي من خلال إنشاء متحفين جديدين، سيُقامان بمدرسة الوحايشية والمدرسة العوانية بالمدينة العتيقة، وهما على ملك المعهد الوطني للتراث الذي يقوم حاليا بتهيئتهما. والمتحفان الواقعان بين باب تونس وباب الجلادين وسط المدينة، سيسهمان -وفق المتفقد العلمي للتراث بالقيروان، فتحي البحري- في تنشيط القطاع السياحي والصناعات التقليدية بمدينة القيروان.

وسيُخصّص المتحف الأول الواقع بالمدرسة الوحايشية -أُطلق عليه اسم “متحف ابن الجزار”، وهو أحد الأعلام البارزين في الطب، ولد بالقيروان وتوّفي فيها- للطب الإسلامي في القيروان، إضافة إلى تاريخ الطب في تونس خلال العهد الروماني والعصور الوسطى والعصر الحديث، وخلال الفترة الاستعمارية التي شهدت تشييد المستشفيات، وصولا إلى فترة الاستقلال.

أما المتحف الذي ستحتضنه المدرسة العواينية، فسيضمّ كلّ ما يهمّ الفن المعاصر، حيث تحتكم مخازن وزارة الثقافة التونسية على نحو 15 ألف لوحة، سيتمّ نقلها إلى المتحف، وهي أيقونات قام برسمها فنانون مستشرقون عن تاريخ القيروان، على اعتبار أنّ عاصمة الأغالبة كانت أول وجهة للرسامين المستشرقين في تونس.

وفي السياق ذاته، من المنتظر أن يتمّ قريبا إدخال تغييرات جذرية على طرق عرض محتويات متحف رقادة، حتى تكون مواكبة لمقتضيات العصر.

ومتحف رقادة، يهتمّ بالفن الإسلامي في القرون الوسطى، ويحتوي على آثار تأتي من القيروان ورقادة، والمنصورية المدينة التي أّسّسها الفاطميون.

والمتحف، يحتوي على مجموعة من العملات لعصور مختلفة تمثّل التاريخ الاقتصادي لإفريقية لمدة تفوق الستة قرون، إلى جانب مجموعة نادرة من الكتب القرآنية المخطوطة بالخط العربي، المنتمية إلى مكتبة جامع عقبة بن نافع بالقيروان، لعلّ أهمها صفحات المصحف الأزرق الذي يعود تاريخه إلى القرن العاشر.