ثقافة

القيروان: اكتشاف أثري جديد لقناة مياه قرب فسقية رقادة

أفاد فتحي البحري المنسق العلمي للتراث بالمعهد الوطني للتراث بالقيروان، أنه تمّ اكتشاف قناة مياه أثرية قرب معلم فسقية البحر برقادة.

وأوضح البحري، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات)، أنه على إثر أشغال قام بها أحد المقاولين، يوم الأربعاء 22 فيفري الجاري، خارج الموقع الأثري، لمدّ قنوات مياه على جانب الطريق، اصطدمت الآلة الحافرة بجسم صلب، تبيّن أنها بناية أثرية، فتمّ إيقاف الأشغال وإبلاغ المعهد الوطني للتراث، الذي اتّخذ جميع الإجراءات وانطلقت الحفريات منذ الجمعة 24 فيفري الجاري.

وأضاف أن موقع رقادة يضمّ حوضا مستطيل الشكل، وهو أكبر فسقية مياه في القيروان، من إنجاز الأمير زيادة الله الثالث، آخر أمير أغلبي، مبيّنا أن المصادر التاريخية لطالما أكّدت وجود قناة مياه تغذّي هذا الحوض، لكن لم يعرف مكانها أو اتجاهها إلى أن تمّ هذا الاكتشاف.

كما أكّد البحري أن القناة المكتشفة مبنية بالحجارة ومادة الجير، وعرضها 1.58م، وتضمّ جدارا خارجيا ومجرى للمياه في الوسط، وتبعد حوالي 150م عن الفسقية، مضيفا أنه سيتمّ تتبّع مسار القناة وارتباطها بالحوض.

ورجّح أن تكون هذه القناة الأثرية قد طُمست، بسبب فيضانات شهدتها الجهة قديما، مشيرا إلى إنّ أشغال الحفريات امتدت على عمق حوالي متر إلى حدّ الآن وما تزال متواصلة.

وحافظت مدينة رقادة على مجموعة من خزانات المياه المشيّدة بمواد صلبة، ومن أهمها فسقية البحر التي شيّدها زيادة الله الثالث، وهي عبارة عن حوض مستطيل الشكل، قدر طوله بحوالي 180م، في حين يتراوح عرضه بين 90 و130م، وقدّرت مساحته الجملية بـ19 ألف م².