سياسة

الفن في خدمة السياسة… صابر الرباعي يناشد التونسيين المشاركة في الاستشارة

بدا الفيديو الذي نشرته وزارة الشباب والرياضة للفنان التونسي صابر الرباعي، وهو يحث التونسيين على المشاركة الفاعلة والانخراط في الاستشارة الوطنية، أقرب إلى استحضار مشاهد خيل للتونسيين أنها ولت مع العهد السابق.

صابر الرباعي أشار خلال الفيديو الترويجي إلى أن الاستشارة الوطنية فرصة مهمة جدا لإبداء الرأي حتى يحقق التونسيون ما يتمنونه لبلادهم مضيفا: “تونس في حاجة إلى أبنائها، وبالنهاية مصيرنا بيدنا اليوم وغدا وللأجيال القادمة”، حسب تعبيره.

بروبغندا سياسية بوجوه فنية

انخراط “أمير الطرب العربي” إلى جانب لفيف من الأسماء الفنية والرياضية في الترويج لمبادرة الرئيس قيس سعيد، والدعوة إلى المشاركة فيها، يعيد إلى الأذهان الممارسات التي كانت سائدة في عهد بن علي، من خلال توظيف نجوم الفن والموسيقى وعدد من الأبطال الرياضيين، في حملات مناشدة الرئيس الراحل للترشح لعهدة انتخابية جديدة “لمواصلة قيادة تونس واستكمال مسيرة النجاحات الوطنية”، وغيرها من العبارات والشعارات التي يقع ترديدها في تلك المناسبات.

فطوال سنوات حكمه عمل بن علي على استغلال الأسماء الفنية والمواهب الرياضية التي تشكل قدوة لآلاف التونسيين، لتلميع صورته عبر إبرازه راعيا للثقافة والشباب، واستغلالهم في الدعاية السياسية من خلال إشراكهم في الحملات التي تسوق لترشحه وإعادة انتخابه.

وعلى مدار عقدين ظهر عديد الفنانين والرياضيين في فعاليات تنشيطية وسهرات فنية وومضات دعائية، تمدح إنجازات بن علي ودعمه للفن والثقافة والمبدعين والرياضة وغيرها.

تجلت أبرز مظاهر استغلال نجوم الفن والرياضة في الحملات الانتخابية لسنة 2004 وكذلك 2009، حين شاركت عدة أسماء في القرية الانتخابية الخاصة بحزب التجمع المنحل، إلى جانب الفيديوهات الترويجية التي تدعو الشعب التونسي إلى المشاركة في الاستفتاء الخاص بالتعديل الدستوري الذي أجراه سنة 2002، وسمح له بالترشح للرئاسة بلا قيود.

بعد أكثر من 10 سنوات من الثورة، أعادت وزارة الشباب والرياضة التي تعد إحدى الجهات المشرفة على إدارة الاستشارة الوطنية، إنتاج صورة مشابهة لزمن الديكتاتورية بعد استعانتها بعدد من الفنانين كان آخرهم صابر الرباعي، فضلا عن عدد آخر من المشاهير من بينهم الفنانة لطيفة التونسية، والبطل الأولمبي خليل الجندوبي وأيقونة التنس التونسية أنس جابر.

محاولة إنقاذ “استشارة فاشلة”  

الاستعانة بالمشاهير والشخصيات الرياضية، بقدر ما تجسد استحضارا لممارسات العهد السابق، فإنها تشكل حسب المراقبين محاولة لحشد كل الوسائل الممكنة بهدف زيادة عدد المشاركين في الاستشارة الوطنية، التي تنتهي آجالها يوم الأحد 20 مارس/آذار الجاري، في ظل العزوف الشعبي الكبير والفشل الذي التي قوبلت به  بإجماع كل الملاحظين والمتابعين، فلم يتجاوز عدد المنخرطين قرابة 400 ألف شخص.

ووسط المواقف والتعليقات المتباينة بشأن الخلط ما بين الفن والرياضة بالسياسة، يتساءل طيف واسع من الشارع التونسي عن الدوافع الحقيقية وراء مشاركة هذه الأسماء في الترويج لمشروع الرئيس قيس سعيد، على غرار أنس جابر وصابر الرباعي.

ولا تستبعد بعض الآراء في هذا السياق، أن مشاركة أغلب هذه الأسماء كانت في إطار طوعي، خاصة أن بعضها سبق لها إبداء مواقف داعمة للقرارات التي أعلن عنها الرئيس في 25 جويلية/يوليو الماضي.

 الفنانة لطيفة كانت من أول المبادرين بإنتاج أغنية “يحيا الشعب” التي حمل مضمونها تأييدا لقرارات سعيد، فيما سبق لصابر الرباعي التعبير عن دعمه لقرارات سعيد في جويلية /يوليو الماضي على صفحته في فيسبوك، بالقول: “عاشت تونس وشعبها وربي ينصرنا على الخونة والانتهازيين، تونس النصر، بلادي”.