أكد رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي، عدم وجود نية لديه للترشح لأي منصب حزبي أو سياسي في الفترة القادمة، وذلك ردًا على التكهنات بترشيحه لرئاسة حركة النهضة لعهدة ثالثة، والتقدم لرئاسة الجمهورية بالانتخابات القادمة
وفي حوار تلفزيوني بث على القناة الوطنية الرسمية مساء الأحد 8 نوفمبر، قال الغنوشي “حتى اللحظة لم أرشح نفسي لترؤس الحركة، والأمر ما يزال سابقًا لأوانه، وليس لدي النية لأي للتقدم منصب حزبي أو سياسي بما في ذلك رئاسة الجمهورية، ما يزال الوقت مبكرا على هذا الأمر”.
وعلى صعيد العلاقات مع رئاسة الجمهورية، نفى رئيس مجلس نواب الشعب وجود أي خلافات سياسية مع رئيس الجمهورية قيس سعيد، واصفًا العلاقة “بالمثمرة والودية”.
وأوضح الغنوشي أنه لا يرى نفسه معنيًا بالصراعات السياسية مع رئيس الجمهورية، معلقًا على اتهامات سعيد بوجود “صفقات ومكائد في الغرف المظلمة”، بأنها لا تعنيه ولا يعتبر نفسه معنيًا مع “هؤلاء المتآمرين”، مضيفًا أن لتونس رئيسًا واحدًا.
وبخصوص تعيينه لمحمد الغرياني الأمين العام السابق لحزب التجمع المنحل مستشارًا بديوان رئيس المجلس، أوضح الغنوشي انه يدخل في إطار مشروع المصالحة الشاملة والانفتاح، مشيرًا إلى أن اعتذار الغرياني عن الماضي ودخوله إلى المرحلة الجديدة التي تعيشها البلاد، ومواقفه تجاه الثورة مهم لتكريس المصالحة الوطنية.
واستشهد الغنوشي بتجربة جنوب إفريقيا، التي قامت على إدماج رموز نضام الأبرتهايتد في المنظومة الحاكمة، وتعيين نيلسون مانديلا لآخر رئيس في نظام الفصل العنصري نائبًا له، مشددًا على أن تجاوز الأزمة السياسية الراهنة، يتطلب تكريس قيمة العيش المشترك والتصالح مع المنظومة السابقة، والتي خطت خطوة نحو الثورة عندما قبلت بها وقبلت بالدستور.
كما تناول الغنوشي قضية الخلافات الداخلية بالحركة، والتداعيات بشأن مجموعة المائة الرافضة لترشحه، مبينًا أن خصوصية النهضة ستؤهلها للخروج سليمة من هذه الخلافات، مضيفًا أن المعارضين له مارسوا حقهم في حرية التعبير، “لكن المؤلم في الأمر هو خروج هذه الخلافات إلى العلن”.