قال رئيس البرلمان راشد الغنوشي، إن الإجراءات الاستثنائية التي أعلن عنها رئيس الجمهورية قيس سعيد في 25 جويلية/ يوليو الماضي، جاءت حينذاك مستجيبة ومعبرة عن إرادة شعبية صادقة متعطشة للتغيير.
وشبه الغنوشي إجراءات الرئيس بقناة أوكسيجين في أجواء مختنقة بالكوفيد حينذاك، وفق قوله.
وعبر الغنوشي في مقال نشرته صحيفة “الرأي العام” الخميس 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، عن خشيته أن تكون قرارات الرئيس قيس سعيد ” بداية لحكم عسكري مقنّع على طريقة أمريكا اللاتينية أو سافر على الطريقة العربية والإفريقية”.
وأكد استرداد الثورة أنفاسها، قائلا “والسكرة لامحالة لن يتأخر طويلا زوال مفعولها”.
وذكر أن ضغوط الواقع اليومية ستضغط على رئيس الجمهورية لإنزاله من علياء شعاراته إلى أرض الواقع، مؤكدا حرصه على تجنب الصدام مع الدولة ومؤسساتها.
واعترف رئيس حركة النهضة بعدد من الأخطاء التي ارتكبها وحزبه خلال العشرية الأخيرة خاصة في ما يتعلق بإدارة الحكم وهندسة التحالفات الحكومية والحزبية.
قيس سعيد استعان بنا للإطاحة بالمشيشي
وكشف الغنوشي عن اختلاف الرئيس قيس سعيد مع رئيس الحكومة السابق هشام المشيشي وأنه قرر الإطاحة به قبل توليه رئاسة الحكومة، قائلا “قيس سعيد استعان بنا، فرفضنا المغامرة وفضلنا دعم من رشحه ثم تخلى عنه وأخطأنا بعدم مجاراة الرئيس في رغبته إسقاط حكومة المشيشي”.
واعتبر الغنوشي أن ولادة حكومة المشيشي كانت قيصرية ونصفها من مرشحي الرئيس، وذكر أن الرئيس رفض ما شرع فيه المشيشي من تخلص من وزراء الرئيس بما ترك الحكومة مشلولة “وراهن على إسقاطها وراهنا على إجازته ولو بالأمر المستحيل، وأحسب أن ذلك خطأ منا، فالدولة بكل أجهزتها لا تؤدي وظيفتها باقتدار إلا بتحقق الانسجام بين دواليبها”، وفق تعبيره.
وأقر بأن ” كل شيء يدعو إلى التغيير والخروج من الوضع الذي تردت فيه البلاد … ونحن الشركاء لم نملك الجرأة على اتخاذ قرار المغادرة ولو عن طريق سحب الثقة من تلك الحكومة الميتة أصلا بعد أن فرض عليها قيس سعيد الشلل…”.
التحالف مع الشاهد واختيار الجملي فاشلان
ووصف الغنوشي التحالف مع رئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد بـ”غير الموفق”، كما هو الحال بالنسبة إلى اختيار المرشح الحبيب الجملي لمنصب رئاسة الحكومة بعد انتخابات 2019، معترفا بالفشل في عدم تمرير الحكومة عبر البرلمان. قائلا” هكذا فشلنا في إدارة الفرصة التي منحت لنا فالتقطها قيس سعيد”.
وتابع أن رئيس الحكومة الأسبق إلياس الفخفاخ كان منحازا إلى حزبي الرئيس: حركة الشعب والتيار الديمقراطي وكان مغرورا لا يتردد في التصريح بعدم مبالاته بنا ونحن أقوى حلفائه”.