لايف ستايل

الغزو الروسي لأوكرانيا يهدد الأمن الغذائي في تونس والدول العربية


لم تكن الدول العربية بمنأى عن تأثير الحرب الروسية على أوكرانيا، التي اندلعت منذ 24 فيفري/ فبراير الماضي، خاصة وأن هذين البلدين يعدان من أهم البلدان المصدرة للحبوب وخاصة القمح إلى العديد من الدول العربية على غرار تونس.

فتأثير الغزو الروسي لأوكرانيا، بات يهدد بدرجة أولى الأمن الغذائي لمجموعة من الدول العربية في صدارتها تونس والجزائر ولبنان واليمن ومصر.

وتستورد 60% من الدول العربية احتياجاتها من الحبوب من روسيا وأوكرانيا وفرنسا ورومانيا. وتعد أوكرانيا، رابع أكبر مصدر للقمح والذرة الصفراء في العالم، فيما تعتبر روسيا مصدرا رئيسيا للقمح إلى مصر.

معهد الشرق الأوسط للأبحاث، حذر من تواصل الحرب وتأثيرها على العالم العربي قائلا: “إذا عطلت الحرب إمدادات القمح للعالم العربي الذي يعتمد بشدة على الواردات لتوفير غذائه، قد تؤدي الأزمة إلى مظاهرات جديدة وعدم استقرار في دول عدة”.

تستورد تونس 60% من القمح من أوكرانيا وروسيا، ولديها مخزون يكفي حتى شهر جوان/ يونيو القادم، وفق ما أكده عبد الحليم قاسمي مسؤول في وزارة الفلاحة التونسية.

وفي الجزائر، ثاني بلد مستهلك للقمح في إفريقيا وخامس مستورد للحبوب في العالم، يكفي المخزون 6 أشهر على الأقل. أما مصر، وهي أكبر مستورد للقمح في العالم وثاني أكبر مستورد من روسيا، اشترت 3,5 ملايين طن من القمح حتى منتصف جانفي/ يناير.

وقالت الحكومة المصرية إن لديها مخزونا استراتيجيا يكفي الدولة فترة تقرب من 9 أشهر لتغطية حاجيات 103 ملايين شخص يتلقى 70% منهم 5 أرغفة خبز مدعّمة.الوضع مختلف تماما في لبنان، إذ يتخبط هذا البلد في أزمة اقتصادية ومالية خانقة منذ سنوات، لكن الغزو الروسي لأوكرانيا سيزيد حتما من أزمة الحياة المعيشية فيه.

وأكد ممثل مستوردي القمح في لبنان أحمد حطيط، أن البلد لديه 5 بواخر في البحر حاليا محملة بالقمح، جميعها من أوكرانيا، قائلا: “المخزون الحالي بالإضافة إلى البواخر الخمس يكفي لشهر ونصف الشهر فقط”.

وأضاف: “لبنان يستورد بين 600 و650 ألف طن سنويا، 80% منها من أوكرانيا … سيكون للحرب تأثير مأساوي”، هذا ما كشفه المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي الموجود في اليمن ديفيد بيسلي. وتابع: “كنا نظن أننا وصلنا إلى القاع، لكن لا، الحال أسوأ… نحن نحصل على نصف طلباتنا من الحبوب من روسيا وأوكرانيا”.

ويعتبر اليمن أول بلد عربي مهدد في أمنه الغذائي بسبب الحرب التي اندلعت فيه منذ سنوات مع الحوثيين، إضافة إلى هذه الحرب الأوروبية الأسوإ منذ عام 1945.

وتحبّذ الدول العربية استيراد القمح من أوكرانيا نظرا إلى سعره المنخفض مقارنة مع الدول المنتجة الأخرى، وعادة لا تتقبل الدول حتى وإن كانت غنية أي ارتفاع في الأسعار بسبب ما سينجر عنه من احتقان اجتماعي ضد أنظمة الحكم فيها.